قم بمشاركة المقال
توصل علماء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا إلى نتائج مبهرة ضمن "المشروع التجريبي للطاقة الشمسية الفضائية" الذي استمر مدة عام في اختبار جدوى إرسال الطاقة الشمسية من الفضاء إلى الأرض عبر قمر صناعي على نطاق تجاري.
وحقق المشروع نجاحا في جميع التجارب الثلاث الأولية التي تضمنت اختبار هيكل جديد للألواح الشمسية مستوحى من الأوريغامي، وتصاميم مختلفة للخلايا، وجهاز إرسال عبر الموجات الصغيرة (الميكروويف).
وتعد فكرة إرسال مصفوفات شمسية فضائية تنقل الطاقة النظيفة والمتجددة إلى الأرض عبر موجات الميكروويف حاضرة منذ أكثر من 50 عاما، كما أعلنت وكالة الفضاء اليابانية "جاكسا" في وقت سابق عن خطط لإنشاء مزرعة للطاقة الشمسية على نطاق تجاري في الفضاء بحلول عام 2025، وتسعى كذلك وكالة الفضاء الأوروبية إلى مشروع تطوير مشابه من خلال برنامج "سولاريس".
ويمثل النجاح الأخير "للمشروع التجريبي للطاقة الشمسية الفضائية" أول نموذج ناجح على الإطلاق لجمع الطاقة الشمسية من خلية كهروضوئية في الفضاء وإرسالها مرة أخرى إلى الأرض.
وعلى الرغم من هذا النجاح، فثمّة العديد من التحديات لا بد من تجاوزها قبل أن تصبح الطاقة الشمسية الفضائية مجدية تجاريا، وتشمل هذه التحديات تقليل تكاليف المواد، وضمان مقاومة الألواح لأشعة الفضاء الفتّاكة، وتحسين الكفاءة بشكل أكبر.
ويعمل الباحثون في جميع أنحاء العالم على ابتكارات للتغلب على هذه العقبات، مثل اكتشاف جامعة بنسلفانيا لطريقة تساهم في مضاعفة كفاءة خلية شمسية خفيفة الوزن، وكذلك ما توصلت إليه جامعة سيدني باختراع لوحة شمسية ذاتية الشفاء قادرة على التعافي بشكل كامل من الأضرار الناجمة عند التعرض للإشعاع الفضائي.
ويرى العلماء أنّ استيراد الطاقة الشمسية من الفضاء بشكل منتظم بات أمرا قابلا للتحقيق، ومع المزيد من البحث المستمر والتقدم التكنولوجي سيصبح أحد الحلول المهمة للطاقة المستدامة.