قم بمشاركة المقال
تتعامد الشمس على الكعبة المشرفة في مكة المكرمة بعد غد الأحد، وهذا التعامد هو الثاني والأخير لهذا العام. يحدث هذا التعامد عندما تعود الشمس من مدار السرطان متجهة جنوباً إلى خط الاستواء وتتوسط خط الزوال. في هذا الوقت، تكون الشمس على ارتفاع تقريباً 90 درجة وتحدث هذه الظاهرة تقريباً في وقت أذان الظهر في المسجد الحرام. يصبح ظل الزوال صفرًا ويختفي ظل الكعبة المشرفة.
تعود سبب هذه الظاهرة إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة. يتحرك الشمس بين مداري السرطان والجدي مروراً بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة. تشهد المناطق التي تقع في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالاً أو جنوباً هذه الظاهرة مرتين في السنة، ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض المكان. تحدث هذه الظاهرة في المناطق المحصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
تُستخدم ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة في العديد من الأغراض، ومنها تحديد اتجاه القبلة في المناطق النائية عن مكة المدينة في الدول العربية والإسلامية. يكمن سر استخدام هذه الظاهرة في قطعة صغيرة تثبت بشكل عمودي، وتتم مراقبة ظلها في لحظة التعامد. إذ يشير الاتجاه المعاكس لامتداد الظل مباشرة نحو مكة المدينة بدقة تفوق دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.
وقد حدث تعامد الشمس الأول لهذا العام خلال حركتها الظاهرية من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي. وسوف تتكرر هذه الظاهرة مرة أخرى في مايو من العام المقبل 2024، حينما تتعامد الشمس مرة أخرى على الكعبة المشرفة.