"عواصف مطرية تجتاح مناطق عسير ونجران بغزارة، تعرف على آخر التطورات!"


لم ينكأ جرحا غائرا في صدري مثل مانكأه عامل يمني بسيط في مطعمي الذي اغلقته بعد أن أخرج الشيب في رأسي.
كنت قد عزمت النيه وأقترضت المال من أجل هذا المشروع الذي أزعم انه المشروع الأجدر لعقول بني يعرب فنحن أمة أصبح أكبر همها ملىء كرشها !! وأخذت أدرس الجدوى الاقتصادية و كل جوانب الخسارة والربح وكل شاردة وواردة كي لااقع في أخطأ الأخرين وعزمت النيه على ذلك.
تعاقدت مع سبعة جنسيات عربية في محاولة مني لعدم تكتل أبناء الجنسية الواحدة ولعمري كان قرارا خاطئا بكل المعاني .
إذ تفاجأت أن السوري لايحب اليمني والمصري لايحب المغربي والسوداني بينهم ضائع فيما يعاند التونسي قرارات الشيف الأردني في كل الأعمال وبعضهم لايحب بعضا وإن كانت الابتسامة المصطنعة تعلو الوجوه احيانا.
واصبحت بينهما كالعدو الأكبر !! وأصبح عملي اليومي يتركز على كيفية إقناع كل الأطراف بحل النزاع اليومي السخيف والذي يصل بسخافته إلى حد التراشق بينهما بالكلام من أجل فص ثوم أو علبة كاتشب او سكين في يد عاملا اخر.
ولم أجد من بد سوى التعامل معهم بهدوء والتعامل بروح الاخوة لإمتصاص الغضب اليومي . فكنت أجمع السوري للتراضي مع اليمني لاتفاجأ بالمصري قد شن حربا مباغتة ضد المغربي ومما يزيد الطين بلة أنهم يهذرون بالحكي بلهجتهم التي بالكاد استطيع لملمة حروفها ولااعلم أن كنت مشمولا كل يوم بشتائمهم أما لا.. هكذا يبداء عملي صباح كل يوم إلى منتصف الليل.
أيقنت حينها إن أضرط وظيفة على وجه الأرض هي وظيفة “أمين عام جامعة الدول العربية” . إذا منذ إنشاء تلكم الجامعه لم تستطع حل قضية واحدة من قضايا أمتنا وأصبحنا شعوبا عربية نتشفى من بعضنا البعض في كل شاردة ووارده .
فكان للعامل اليمني البسيط حكمة أفرزت من صدري ماكنت اختلجه لسنوات حين قال . انت تتعب نفسك معنا .. نحن شعوب لم تجمعنا طاولة مفاوضات لحل قضايانا من اليمن إلى ليبيا فهل سيجمع قلوبنا مطعمك؟ العرب لايصلح لهم إلا الغلظة فهم يخافون ويرهبون من الشدة وان ارخيت لهم عينا صعدوا على ظهرك.
هذه الكلمات البسيطة من إنسان صادق كانت جوابا شافيا لي في كيفيه معالجة بقية أموري في العمل.
وحين دلفت معهم وشمرت عن ساعدي لأشاركهم العون في التحضير وإستقبال الزبائن كانوا يتلامزون. . “سعودي شو فهمه” “أو تشتي تتعلم صنعتنا ” أو ” ايه ياعم البيه العب بعيد” كل تلكم الكلمات وتلكم الحروب الطاحنه تبرز من أجل التنافس الغير شريف بينهم وهذا ينطبق تماما علينا كشعوب عربية.. ماكان يحدث في مطعمي الذي اغلقته ووليت هاربا يحدث تماما في جامعه الدول العربية .. وكفى .
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط