"كارثة مهنية تهدد الحياة! دراسة حديثة تكشف عن خطر الاحتراق الوظيفي على الموظفين في السعودية"


الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق الجسدي والعقلي ناتجة عن الضغط المستمر في بيئة العمل، ويظهر في شكل مشاعر الإحباط وفقدان الدافع، مما يؤدي إلى تدهور الصحة النفسية والجسدية.
تعود أسباب الاحتراق الوظيفي إلى عدة عوامل مثل زيادة الضغط على الموظفين، سوء التوازن بين العمل والحياة الشخصية، نقص التقدير والدعم من قبل إدارة الشركة، وعدم وجود تحفيز وتطوير وظيفي للعاملين.
يؤدي الاحتراق الوظيفي إلى انخفاض مستوى الإنتاجية في العمل، وزيادة معدلات الاستقالات، مما يؤثر سلباً على أداء الشركة ويزيد من تكاليفها.
يمكن التصدي لظاهرة الاحتراق الوظيفي من خلال توفير بيئة عمل صحية ومجتمعة، وتعزيز التواصل بين الإدارة والموظفين، بالإضافة إلى تقديم برامج تدريبية وتطويرية لتعزيز مهارات ورضا العاملين.
في سياق دراسة حديثة، تحدث الخبير النفسي الدكتور أحمد آل عيد عن ظاهرة الاحتراق الوظيفي وأثرها السلبي على العاملين في القطاع الصحي. وأشار آل عيد إلى أن الإهمال في التعامل مع هذه الظاهرة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشكلة وزيادة نسبة الاستقالات الصامتة في المنشآت.
وفي سياق متصل، كشف آل عيد عن أن القطاع الصحي يشهد أعلى معدلات الاحتراق الوظيفي، نظرًا لطبيعة المهام الحساسة والتأثير النفسي العالي الذي قد ينجم عنها على الممارسين الصحيين. كما يلعب عوامل أخرى مثل طول ساعات العمل دورًا في زيادة هذه الظاهرة وتأثيرها على التوازن بين الحياة الشخصية والعملية.
وتشير دراسة أجريت في مدينة جدة إلى أن نسبة تقارب 45% من الممرضات يعانين من الاحتراق الوظيفي، مع تفاقم الأثر النفسي لدى نسبة تزيد على 25% منهن. وعلى المستوى العالمي، تتزايد هذه النسب بشكل كبير بين العاملين في مجال الرعاية الصحية.
في سبيل مكافحة هذه الظاهرة، أطلق مجلس الصحة لدول مجلس التعاون حملة بعنوان "حط خط" في سبتمبر 2023، بهدف زيادة الوعي بمخاطر الاحتراق الوظيفي وتشجيع التواصل والبحث عن حلول مناسبة. وأظهرت النتائج أن القطاع المالي وقطاع الاتصالات يعانيان من مشكلة مماثلة، مع تفاوت نسب المعاناة بين القطاعات المختلفة وحسب طبيعة العمل والثقافة المؤسسية.
في عالم اليوم المليء بالضغوطات والتحديات، يعاني العديد من الأشخاص من مشكلة الاحتراق الوظيفي، وهو ما يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الفرد وأدائه الوظيفي. ولذلك، من الضروري التعرف على هذه المشكلة وسبل التعامل معها بشكل فعال.
وفقًا لآل عيد، يمكن التغلب على الاحتراق الوظيفي من خلال الوعي الذاتي واتباع بعض الخطوات البسيطة. يُنصح بتخصيص فترات من الراحة القصيرة، وضمان الحصول على قسط كافٍ من النوم، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة البدنية. كما يجب على الشخص التواصل مع إدارته لمشاركة مشاكله والبحث عن حلول مناسبة لها.
وفقًا للاستاذ أحمد المسند، يمكن أن تعود أسباب الاحتراق الوظيفي إلى الجهد الزائد أو التمييز داخل بيئة العمل. يجب على أصحاب العمل فهم أهمية دعم موظفيهم عاطفيًا ونفسيًا لتقليل مخاطر الاحتراق الوظيفي الذي يمكن أن يؤثر سلبًا على الإنتاجية والأداء العام.
من العلامات الشائعة للإحتراق الوظيفي هي قلة النشاط وعدم الرغبة في العمل، بالإضافة إلى الشعور بالحزن والتعب المستمر. يجب على الأفراد أن يكونوا حذرين ويلاحظوا تغيرات في سلوكهم وصحتهم النفسية والجسدية للتعرف على الاحتراق الوظيفي والتعامل معه في وقت مبكر.
عن أهم العوامل التي تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي، يشير الخبراء إلى عدة نقاط يجب مراعاتها:
يعتبر عدم وجود حوافز مادية أو معنوية من أبرز العوامل التي تؤدي إلى الشعور بالاحتراق الوظيفي. لذا، من الضروري تقديم تقدير ودعم للموظفين من خلال تقديم المكافآت والهدايا المادية والمعنوية.
يجب تجنب المقارنات السلبية بين الموظفين والتمييز بينهم بناءً على عوامل مثل اللغة أو اللون أو العرق أو الجنس. يجب أن تكون المعاملة عادلة ومتساوية للجميع.
تكليف الموظفين بمهام تفوق قدراتهم أو زيادة الأعباء عليهم يمكن أن يؤدي إلى شعورهم بالإرهاق وبالتالي الاحتراق الوظيفي. من الضروري توزيع الأعباء بشكل عادل وتوفير الدعم اللازم للموظفين.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط