قم بمشاركة المقال
تشير الأرقام إلى أن 15 شخصًا على الأقل يموتون كل دقيقة بسبب التدخين، ويتجاوز عدد المدخنين في العالم مليار شخص، وهو ما يمثل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة.
وفي اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الذي تحييه منظمة الصحة العالمية، يجب علينا التركيز على خمس نقاط أساسية:
- تدمير الصحة: يؤدي التدخين إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويؤثر على صحة الجهاز التنفسي والجهاز العصبي.
- التعرض للخطر: يتعرض المدخنون وغير المدخنين للخطر على حد سواء، حيث يؤدي التدخين إلى تلوث الهواء وتسبب في العديد من المشاكل الصحية للأشخاص الذين يعيشون في القرب من المدخنين.
- الاقتصاد: يتسبب التدخين في تكاليف اقتصادية هائلة على المدى الطويل، حيث يتطلب علاج الأمراض المرتبطة بالتدخين مصاريف كبيرة، وتؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل عام.
- التدابير الوقائية: تتخذ الدول التدابير الوقائية لمكافحة التدخين، مثل زيادة الضرائب على التبغ وتنظيم الإعلانات وتحذيرات الصحية على العبوات، وتشجيع الأفراد على الإقلاع عن التدخين.
- تراجع نسبة المدخنين: تشير الأرقام إلى تراجع نسبة المدخنين على المستوى العالمي، وذلك بفضل التدابير الوقائية التي تفرضها الدول وظهور السجائر الإلكترونية في السنوات الأخيرة.
ويعد الصين البلد الذي يضم أكبر عدد من المدخنين في العالم، حيث يبلغ عدد المدخنين فيها نحو 300 مليون مدخن، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للسلطات الصحية في البلاد.
تعد إندونيسيا الدولة التي تضم أعلى نسبة من المدخنين الذكور في العالم، حيث يصل عدد المدخنين الذكور الذين تزيد أعمارهم عن 15 عامًا إلى 62.7٪.
تؤثر السجائر بشكل رئيسي على الدول الفقيرة، حيث يعيش 80٪ من المدخنين في دول ذات دخل منخفض أو متوسط.
في أفريقيا والشرق الأوسط، تراجعت عادة التدخين قليلاً، ولكنها تزداد في بعض الدول مثل مصر ولبنان والعراق.
ويبلغ عدد ضحايا التدخين في جميع أنحاء العالم أرقامًا مروعة، حيث يموت شخص كل أربع ثوانٍ بسبب السجائر، ويتسبب التدخين النشط أو التدخين السلبي بوفاة حوالي تسعة ملايين شخص في العام 2019 وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "ذي لانست" في العام 2021.
تشير الأبحاث إلى أن الأمراض المرتبطة بشكل مباشر بالتدخين هي السرطان، وخاصة سرطان الرئة، واحتشاء عضلة القلب، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك مرض الانسداد الرئوي المزمن.
في القرن العشرين، تسبب التدخين بمصرع 100 مليون شخص، وهو أكثر من عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى 18 مليون حالة وفاة في الحرب العالمية الأولى، وفقًا لدراسة نشرتها مجلة "نيتشر" في العام 2009.
يمكن أن يؤدي التدخين الجماعي إلى وفاة 450 مليون شخص في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، وهذا يعتبر تكاليف باهظة للمجتمع، حيث يستهلك 6% من الإنفاق الصحي العالمي، وفقًا لدراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية ونشرتها مجلة "توباكو كونترول" في عام 2018.
ليس للتدخين تأثير سلبي على الصحة فحسب، بل له أيضًا تأثير على الكوكب، فإنتاج التبغ واستهلاكه ينفثان نحو 84 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، ما يعادل خمسة أضعاف التلوث الذي ينتجه الطيران التجاري، وفقًا لأرقام منظمة الصحة العالمية. كما يتم التخلص من مليون طن من أعقاب السجائر سنويًا، وهي تحتوي على مادة أسيتات السليلوز غير القابلة للتحلل، وتتطلب زراعة التبغ 22 مليار طن من المياه سنويًا، وتنتج صناعته 25 مليون طن من النفايات الصلبة.
هل يتراجع قطاع تصنيع السجائر مع الانخفاض التدريجي لاستهلاك التبغ منذ العام 2012؟ لا يوجد شيء مؤكد وفقًا لـ "أطلس التبغ". في الدول الثرية، توسعت هذه الصناعة القوية إلى منتجات بديلة مثل السجائر الإلكترونية، بينما في الدول ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، تواصل شركات التبغ الكبرى سياسة الأسعار "العدوانية" وتنفق مبالغ هائلة لمحاربة تدابير مكافحة التبغ.
من المتوقع أن يشهد قطاع التبغ زيادة سنوية تناهز 2.5% في إجمالي حجم التداول خلال السنوات الخمس إلى الثماني المقبلة، والذي سيصل إلى 940 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لمكتبي تحليلات اقتصادية أمريكيان.
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، قامت منظمة الصحة العالمية بدعوة الفلاحين لزراعة محاصيل غذائية صالحة للأكل بدلاً من نباتات التبغ، وذلك لتعزيز الأمن الغذائي. ورغم ذلك، أكدت المنظمة أن المساحات المخصصة لزراعة التبغ في أفريقيا قد زادت بنسبة 20% خلال الـ 15 عامًا الماضية.