قم بمشاركة المقال
عندما نحاول حفظ نص ما، قد نفترض أن كلما بذلنا مجهوداً ذهنياً أكبر، ستنطبع المعلومات في ذاكرتنا. ولكن قد يكون كل ما نحتاجه لحفظ المعلومات هو تخفيض الإضاءة والاستمتاع بفترة استرخاء وتأمل تدوم من 10 إلى 15 دقيقة. ستلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء أفضل بكثير من قدرتك على استرجاعها بعد قضاء نفس الفترة في التركيز والتكرار.
ويشير بحث جديد إلى أنه من الأفضل أن نمتنع قدر الإمكان عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء التي تلي اكتساب مهارة أو معلومات جديدة. هذا يعني أننا يجب أن نتجنب أي نشاط يمكن أن يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل الانشغال بأي مهام أخرى أو مطالعة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. بذلك سيتاح للدماغ الفرصة لاستعادة نشاطه بدون مشتتات.
وبالرغم من أن هذا الاكتشاف يمكن أن يكون فرصة للطلاب الكسالى للتهرب من المذاكرة، إلا أنه في الوقت نفسه يمكن أن يخفف من معاناة المصابين بفقدان الذاكرة وبعض أنواع الخرف. فهو يقترح طرقاً جديدة للاستفادة من قدرات كامنة للتعلم والتذكر التي لم تكتشف من قبل.
توصلت دراسة حديثة إلى أن الراحة والاسترخاء يمكن أن تحسن قدرة الذاكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ. وقد تم إجراء هذه الدراسة الرائدة بواسطة فريق من الباحثين من جامعة إدنبرة وجامعة ميسوري.
اقرأ أيضاً
تركز الدراسة على مدى تأثير الفترات الفاصلة بين اكتساب المعلومات الجديدة وحفظ المعلومات القديمة على الذاكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ، مثل السكتة الدماغية.
قام الفريق بتنفيذ نفس الدراسة التي قام بها الباحثون مولر وبيلزيكر في السابق. حيث قام المشاركون في الدراسة بتعلم قائمة من 15 كلمة، ثم خضعوا لاختبار بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، قام المشاركون بإجراء بعض الاختبارات الإدراكية، وفي تجارب أخرى تم طلب منهم الاسترخاء. وقد تبين أن الراحة والاسترخاء قد أثرت بشكل إيجابي على قدرة المشاركين على تذكر الكلمات التي تعلموها.
اقرأ أيضاً
وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة الحاد لم يظهر عليهم أي تحسن في قدرتهم على التذكر. ومع ذلك، زاد عدد الكلمات التي تذكرها المشاركين الآخرين بنسبة ثلاثة أضعاف، مما يشير إلى أن الراحة والاسترخاء يمكن أن تحسن قدرة الذاكرة لدى الأفراد الأصحاء.
وقد تم أيضًا طلب من المشاركين الاستماع إلى قصص والإجابة على الأسئلة بعد ساعة. وتبين أن المشاركين الذين لم يأخذوا قسطًا من الراحة تذكروا فقط سبعة في المئة من الأحداث، بينما تذكر الباقون 79 في المئة من الأحداث، وهو ما يعني زيادة تصل إلى 11 ضعفًا في عدد المعلومات التي تذكروها.
توصلت دراسة جديدة إلى أن النشاط العصبي في الدماغ يزيد أثناء فترات الاسترخاء أثناء اليقظة، مما يعزز قدرتنا على التعلم. أجرت الباحثة ليلا دافاشي من جامعة نيويورك هذه الدراسة في عام 2010، حيث طُلب من المشاركين حفظ أزواج من الصور ومن ثم الاستلقاء والاسترخاء لفترة قصيرة. لاحظت دافاشي زيادة في التواصل بين منطقة الحصين وبعض المناطق الأخرى في الدماغ أثناء فترة الراحة. وتشير دافاشي إلى أن زيادة التواصل بين هذه المناطق يعزز القدرة على تذكر المعلومات.
من المعروف أن الاضطرابات العصبية تؤثر على قدرتنا على تذكر المعلومات وتجعل الدماغ أكثر عرضة للنسيان. ولذلك، فإن الحصول على فترة راحة بعد اكتساب معلومات جديدة يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية ومرضى الزهايمر على استرجاع المعلومات بشكل أفضل.