قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

"ابتكار سعودي يهز اقتصاد العالم وينهي عصر الذهب والفضة والدولار"

"ابتكار سعودي يهز اقتصاد العالم وينهي عصر الذهب والفضة والدولار"
نشر: verified icon

الجزيرة العربية بوست

21 أكتوبر 2023 الساعة 07:01 صباحاً

في السنوات الأخيرة، ظهر معدن جديد ينافس معدن الذهب كاستثمار آمن، وذلك خاصة في ظل الأوبئة والحروب والتوترات السياسية التي تؤثر سلبًا على رغبة المستثمرين في المخاطرة وتدفعهم للبحث عن استثمارات آمنة لأموالهم.

رغم اكتشافه في عام 1803، ازداد بريق معدن "البلاديوم" في عيون المستثمرين خلال الأربع سنوات الماضية، بعد تحقيقه لزيادات سعرية قياسية، حتى أصبح أغلى من الذهب نفسه. ووصل سعر البلاديوم إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في 27 فبراير الماضي، حيث بلغت قيمته 2882.11 دولار للأوقية، بينما سجل سعر الذهب 1934 دولارًا للأوقية.

وفي تعاملات الجمعة الماضية، سجل سعر البلاديوم 2435.6 دولار للأوقية، بينما سجل سعر الذهب 1934 دولارًا للأوقية. وقد ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 26٪ منذ بداية عام 2020، في حين ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 25٪ خلال نفس الفترة.

البلاديوم هو عنصر نادر يفوق ندرته الذهب بمعدل 30 مرة، ويعتبر واحدًا من العناصر الستة في مجموعة البلاتينيوم المعروفة بأنها عوامل حفازة ممتازة لتسريع التفاعلات الكيميائية. يُعتبر الذهب معدنًا ثانويًا، حيث يتم استخراجه من عمليات تعدين البلاتينيوم والنيكل، وله خصائص فيزيائية مهمة جدًا يتم استغلالها في تقليل انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 90٪. يُستخدم حوالي 80٪ من إنتاج البلاديوم في صناعة السيارات لتقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن عوادم السيارات. كما يستخدم أيضًا في العديد من الصناعات مثل الإلكترونيات وطب الأسنان والتطبيقات الكيميائية وصناعة المجوهرات (مما يعطيه اسم "الذهب الأبيض") ومعالجة المياه والعديد من المنتجات الصناعية الأخرى.

تكمن أهمية البلاديوم في ندرته بالإضافة إلى خصائصه وتنوع استخداماته. ووفقًا لموقع "investing.com"، تراجعت مخزونات البلاديوم الموجودة فوق سطح الأرض بمقدار 5.3 مليون أونصة (165 طن)، أو حوالي 30٪ منذ عام 2010. تتوقع شركة الاستشارات المعدنية "متلز فوكس" أن يصل نقص البلاديوم إلى 124 ألف أونصة (3.9 طن) في العام الحالي، وهذا سيكون أدنى مستوى عجز في سوق البلاديوم منذ عام 2011. وفي عام 2016، بلغ العجز 1.29 مليون أونصة.

مع تشديد الاتحاد الأوروبي لشروطه للحد من الانبعاثات الضارة، وخاصة فيما يتعلق بعوادم السيارات، زاد الطلب على البلاديوم بشكل كبير، خاصة بعد فضيحة شركة "فولكس فاغن" الألمانية لتلاعبها في قياس نسبة انبعاثات السيارات وتزوير البيانات المتعلقة بها. يستخدم البلاديوم بشكل أساسي في صناعة محركات السيارات، حيث تقوم شركات السيارات العالمية بطلاء المحول الحفاز بطبقة رقيقة من البلاديوم، والذي يعمل على تقليل نسبة انبعاثات أول أكسيد الكربون وأكسيد الآزوت وثاني أكسيد الأزوت قبل طردها عن طريق نظام العادم خارج السيارة على شكل ماء وثاني أكسيد الكربون.

وبالنظر إلى هذا الطلب المتزايد وندرة البلاديوم، يمكن اعتباره "كنزًا معرضًا للسرقة".

وفقًا لموقع "يورونيوز"، شهدت بعض مدن أوروبا والولايات المتحدة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات سرقة المحولات الحفازة في عام 2019، وذلك للحصول على معدن البلاديوم بعد إعادة تدوير هذه المحولات. سجلت السلطات في ولاية فيرجينيا الأمريكية أكثر من 15 حالة سرقة لمحولات حفازة من سيارات تركت في الشوارع خلال شهرين فقط العام الماضي. كما سجلت الشرطة البريطانية عددًا من عمليات سرقة سيارات مثل بي إم دبليو وأودي وفولكس فاغن التي تعد الأكثر تزودًا بمعدن البلاديوم، الذي يباع في أسواق الخردة بأسعار تصل إلى نحو 400 دولار.

تحتوي السيارات الصغيرة والشاحنات الخفيفة، بحسب الموقع، على 2 إلى 6 جرامات من معدن البلاديوم، أما السيارات ذات الدفع الكلي التي تنتج معدلات أكبر من العوادم فيبلغ ما تحويه نحو أونصة كاملة من البلاديوم أي نحو 31.1 جرامًا. تم تداول شريط فيديو على مواقع إعلامية بريطانية يظهر لصًا يقوم بسرقة المحول في وضح النهار وعلى الطريق العام، مما تسبب في ازدحام مروري، دون أن يهتم بالمحيطين به أو بحركة السير الخانقة التي تسبب بها. بمجرد انتهائه من عمله، عاد إلى سيارته التي ركنها بالقرب من السيارة المسروقة، مما تسبب في دهشة وحيرة المصور.

في ولاية ميسوري الأمريكية، وضع لصوص أنظارهم على الشاحنات، حيث تم سرقة أجهزة مكافحة التلوث من حوالي 20 شاحنة متوقفة في موقع واحد بالقرب من سانت لويس في وقت سابق من هذا الشهر. وهذا اختيار ذكي لأن السيارات الكبيرة تستخدم المزيد من المعادن البلاتينية في محولاتها.

وتعد روسيا وجنوب أفريقيا وكندا والولايات المتحدة وزيمبابوي أكبر خمس دول منتجة للبلاديوم في العالم، وفقًا لموقع "أرقام". أنتجت روسيا 81 طنًا متريًا من البلاديوم في عام 2017، بينما أنتجت جنوب أفريقيا 78 طنًا وكندا 19 طنًا والولايات المتحدة 13 طنًا، وزيمبابوي 12 طنًا. وتحتل شركة "نوريلسك نيكل" الروسية المرتبة الأولى بين أكبر منتجي البلاديوم على مستوى العالم، حيث تمثل 39 بالمئة من الإنتاج العالمي.

تشير تحليلات وخبراء إلى وجود عدة طرق للاستثمار في البلاديوم، ومن بينها:

  1. شراء سبائك البلاديوم: حيث يمكن شراء سبائك البلاديوم كوسيلة للاستثمار في هذا المعدن الثمين.
  2. الاستثمار في العقود الآجلة للبلاديوم: حيث يمكن التداول في عقود البلاديوم الآجلة التي تُدرج في بورصة نيويورك التجارية وبورصة طوكيو للسلع الأساسية.
  3. الاستثمار في صناديق البلاديوم المتداولة: وهي صناديق استثمار مفتوحة تدعمها سبائك البلاديوم، حيث يمكن للمستثمر شراء أسهم في هذه الصناديق والاستفادة من حركة أسعار البلاديوم.
  4. شراء أسهم شركات تعدين البلاديوم: حيث يمكن للمستثمر شراء أسهم في شركات تعدين البلاديوم التي تقوم بعمليات استخراج وإنتاج البلاديوم.

تلك هي بعض الطرق المتاحة للاستثمار في البلاديوم، ويجب على المستثمر أن يقوم بتقييم الخيارات المختلفة وفقًا لأهدافه ومستوى المخاطرة المرغوب فيه.

اخر تحديث: 21 أكتوبر 2023 الساعة 07:05 صباحاً

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد