قم بمشاركة المقال
قصة قديمة وقعت منذ 40 أو 50 عامًا، لشاب سعودي يُدعى سعود، قرر الانضمام للجيش السعودي. وفي أثناء خدمته، وقع في حب فتاة أردنية دون معرفة أسرتها. قرر أن يتزوجها رغم أنه في تلك الفترة، كانت العادة أن يتزوج الشباب في القبائل السعودية أبناء عمومتهم فقط. وعلى الرغم من أن هذه العادة تلاشت الآن، إلا أنها كانت موجودة في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك، كان من النادر أن يتزوج العسكري السعودي من أجنبية بدون تصريح. وهذا ما حدث مع سعود بعد كشف سره.
وقال الراوي: "بعد توظيف سعود في الجيش السعودي، حضرت أسرته لترتيب زواجه من ابنة عمه. وقبل أن يتم الانتهاء من التجهيزات الخاصة بالزفاف، انتقل سعود برفقة الجيش السعودي إلى الأردن. وهناك تعرف على فتاة أردنية تُدعى زينب، كانت تعيش في منطقة المعسكر السعودي. وكانت تقدم الطعام لسعود وزملائه. وأعجب بها سعود بسبب أدبها واحترامها وجمالها."
وتابع الراوي: "أخبر سعود أحد أصدقائه أنه يرغب في الزواج من زينب وأنه يحبها كثيرًا. حذره الصديق من هذه الخطوة، حيث أنه لا يسمح للعسكري السعودي بالزواج من أجنبية بدون تصريح. ولكن سعود لم يستسلم لأنه كان يحبها ولا يرغب في الابتعاد عنها. فقرر أن يذهب إلى والد زينب ويعرفه عن نفسه ويطلب الزواج منها."
اقرأ أيضاً
واستكمل الراوي: "وافق والد زينب على زواجها من سعود، ووفر لهما غرفة بصالة في منزله ليقيما بها، وبعد الزواج عاش الزوجان في سعادة وراحة لمدة 9 أشهر، وبعدها أتت له الصدمة، حيث علم أن القسم والمركز الذي به سعود وزملائه أخبروهم أنهم قضوا عامًا كاملًا في الخدمة بالأردن، وسيعودون للمملكة".
والد سعود يعلم بزواجه من الأردنية
اقرأ أيضاً
وأردف الراوي: "والمصيبة الأعظم اليوم الثاني، وجد أحد زملائه على باب منزله، ويقول له: "والدك في المركز وعلم أنك متزوج"، فذهب سعود مسرعًا إلى والده بالمركز، ورحب بوالده ولكنه رفض التسليم عليه، قائلاً "رجل تزوج بدون بنت عمه ما هو ولدي، طلقها الآن"، فأجابه سعود "أبشر ما تريده سأفعله ولكن لي طلب واحد.. تعال واجلس معي في بيتي مع زوجتي وبعد 3 أيام نعود معًا للسعودية"، ووافق والده بعد إلحاح منه".
وأضاف: "ذهب والد سعود إلى بيت ابنه وقابل زوجته "زينب" ولم يجد منها سوى كل ما هو طيب، من طعام وشراب واهتمام ونظافة للمنزل ورائحة طيبة، ورغم معاملته الجافة لها، لم تشتكي لزوجها، وقبل عودة سعود برفقة والده إلى المملكة، أخبر عمه "والد زوجته" أنه أحب زينب جدًا ولكنه مجبر على طلاقها حيث أن والده يريد زواجه من ابنة عمه ويريده أن يغضب عليه، وأنه عسكري ولا يجوز له الزواج بأجنبية، وطلق زوجته ورحل".
زواج سعود من ابنة عمه
توجه سعود ووالده إلى السعودية بعد ذلك، وعند وصولهما، اضطر سعود للزواج من ابنة عمه، وقد تم زواجهما فعلياً. ومنذ ذلك الحين، تحولت حياتهما إلى الأسوأ، حيث لم يكن هناك نظافة أو طعام، وكانت زوجته تفتري على زوجها ووالده وأخوته، مما أدى إلى حياة مليئة بالحزن والمشاكل. وبعد فترة، نصحه والده بطلاقها، معتبراً أنها لم تظهر أي خير منذ زواجهما، وأنها لم تعامله إلا بلطف واهتمام.
واختتم الراوي قصته قائلاً: لم يستطع سعود تحمل العذاب الذي كان يعانيه بسبب حبه الشديد لزينب الأردنية، لذا قرر العودة إلى الأردن بعد طلاقه لابنة عمه. وعندما وصل إلى منزل زينب، اكتشف أن عائلتها قد غادرت المكان ولم يكن هناك أحد يعرف مكانهم. بدأ سعود بالبحث عنها، ولكنه لم يتمكن من العثور عليها. عاش في حالة من الكآبة والحزن، ولم يتزوج مرة أخرى حتى توفي.