قم بمشاركة المقال
تظهر التغيرات الفسيولوجية في جسم الإنسان قبل الموت بمدة تصل إلى 14 عامًا، وعادةً ما لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وفقًا للدراسات العلمية. يتم تحديد هذه التغيرات من خلال دراسات خاصة يأمل العلماء من خلالها الحصول على بيانات جديدة تساعد في تشخيص الأمراض المرتبطة بالعمر في وقت مبكر وزيادة متوسط العمر المتوقع.
لوحظت عدة تغيرات في جسم الإنسان التي تؤثر على طول العمر وتتغير مع مرور الوقت، ومن بين هذه التغيرات هي انخفاض ضغط الدم. وفقًا للباحثين في جامعة إكستر في المملكة المتحدة، يُعتبر انخفاض حاد في ضغط الدم علامة مؤكدة على اقتراب الموت. قام الخبراء بتحليل السجلات الإلكترونية لـ 46 ألف شخص توفوا عن عمر 60 سنة وما فوق. قدمت البيانات التي أدخلها الأطباء في سجلات المرضى لمدة 20 عامًا قبل وفاتهم معلومات شاملة. وشملت الدراسة أشخاصًا أصحاء نسبيًا بالإضافة إلى أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض التنكسية العصبية.
تبين أن ضغط الدم لدى معظم الأشخاص بدأ في الانخفاض قبل حوالي 14 عامًا من وفاتهم. ولوحظت هذه الأعراض في الأشخاص الذين يتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم وأيضًا في الأشخاص الذين لا يحتاجون إلى علاج. يُعتبر هذا الانخفاض في ضغط الدم علامة قوية على اقتراب الموت.
اقرأ أيضاً
توصل العلماء إلى أن سرعة المشي قد تنخفض لدى الإنسان، وقد تكون هذه الظاهرة مرتبطة بزيادة خطر الوفاة المبكرة وصعوبة أداء الواجبات اليومية. قد قام العلماء بمراقبة ستة آلاف متطوع تتراوح أعمارهم بين 35 و 55 عاما لمدة تسع سنوات، وقد قاموا خلال هذه الفترة بتقييم سرعة المشي. وقد أظهرت النتائج أن هناك زيادة في نسبة الوفاة المبكرة بنسبة 22% وزيادة في صعوبة أداء الواجبات اليومية بنسبة 30% عندما يتعرض الشخص لصعوبات في المشي.
وقد اكتشف العلماء أن انخفاض معدل الطول يعتبر علامة على الوفاة المبكرة، حيث قام فريق من العلماء الدانماركيين والسويديين بتحليل بيانات حوالي ألفين ونصف المواطنين المولودين بين عامي 1908 و 1952. وقد تم قياس طول المشاركين في الدراسة مرتين، في سن 44-47 سنة وبعد عشرة إلى ثلاثة عشر عامًا. وقد أظهرت النتائج أن النساء أصبحن أقل طولًا بمقدار 0.8 سم في المتوسط، ويرجع ذلك إلى تسطيح الأقراص الفقرية وانحناء الظهر وكسور الانضغاط.
اقرأ أيضاً
وقد لوحظ أن هناك مجموعة صغيرة من المشاركين قد انخفض طولهم بمقدار 14 سم، وتوفي معظمهم في السنوات التالية بعد القياس الثاني. وتوصل العلماء إلى أن هذا الانخفاض الكبير في الطول يرتبط بزيادة مضاعفة في خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية. على سبيل المثال، يزيد كل سنتيمتر يفقد من فرصة الوفاة بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 14% للسويديين و21% للدنماركيين.
وعندما يتجاوز الانخفاض في الطول سنتيمترين، يرتفع خطر الوفاة إلى 74% و80% على التوالي. وقد اقترح مؤلفو الدراسة أن قياس النمو عند النساء بعد سن 40-45 عامًا يمكن أن يساعد في تحديد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتفاقمها في الوقت المناسب. وبالتالي، سيتم تقليل عدد الوفيات المبكرة وتحسين الرعاية الصحية للأفراد.