"اكتشاف مثير: الهرمون الذي يسبب غثيان الحوامل في الصباح أخيرًا يُحدد!"

"اكتشاف مثير: الهرمون الذي يسبب غثيان الحوامل في الصباح أخيرًا يُحدد!"

23 أكتوبر 2023 | 12:59 ص

توصل فريق من العلماء بقيادة الباحثة في مجال التوليد مارلينا فيزو إلى تحديد الهرمون المسؤول عن القيء في الصباح لدى النساء الحوامل.

كان الباحثون يراقبون هرمونًا معينًا يُدعى GDF15 منذ اكتشافه لأول مرة في مصل دم النساء الحوامل في عام 2000. ومنذ ذلك الحين، أظهرت الدراسات التوأم والدراسات الجينية للأشخاص الذين يعانون من الغثيان الشديد والقيء أثناء الحمل وجود عامل وراثي يتضمن جين GDF15.

يمكن أن يتطور الغثيان والقيء لدى حوالي 2% من الحوامل، ويُعرف هذا الحالة بالتقيؤ الحملي الشديد (HG).

أثارت تجربة فيزو الخاصة مع التقيؤ الشديد اهتمامها بمواصلة البحث عن السبب الأساسي لهذه الحالة. وفي بداية عام 2022، كشفت هي وفريقها عن بعض التغيرات الجينية النادرة والشائعة في جين GDF15 التي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بـ HG. ومع ذلك، لم يكن واضحًا بعد كيفية تفاعل هذه التغيرات الجينية مع هرمون GDF15.

والآن، قدمت فيزو، من كلية الطب بجامعة جنوب كاليفورنيا Keck، مجموعة جديدة من الأدلة لدعم فكرة أن هرمون GDF15 يسبب التقيؤ الشديد.

مثل البروتينات الأخرى، ترتفع مستويات هرمون GDF15 أثناء الحمل، ويبدو أن بعض النساء أكثر حساسية لهذا الهرمون من غيرهن.

وأشار الباحثون في طبعتهم الأولية، التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، إلى أن نتائجهم تؤكد دور هرمون GDF15 في حدوث الغثيان والقيء أثناء الحمل، وتسلط الضوء بوضوح على الاستراتيجيات المحتملة لعلاجه والوقاية منه.

وقد اكتشفت الدراسة أن مستويات هرمون GDF15 كانت أعلى بشكل ملحوظ في مجموعة من حوالي 60 امرأة مصابات بفرط التقيؤ مقارنة بمجموعة أخرى مماثلة الحجم من النساء الحوامل غير المصابات، مما يعزز النتائج السابقة.

وأكد الباحثون أن "المستويات المرتفعة من هرمون GDF15 الموجودة في دم الأم تزيد من خطر الإصابة بفرط التقيؤ"، وذلك بعد مقارنتهم بين النساء الحوامل والأطفال الذين لم يولدوا بعد والذين يحملون متغيرات جينية مختلفة لهذا الهرمون.

ووجد الباحثون أن "الغالبية العظمى" من هرمون GDF15 في حالات الحمل الصحية يأتي من الجنين والمشيمة، وعلى الرغم من أن الأمهات قد تسهم بمزيد من هذا الهرمون عندما تعاني من التقيؤ المفرط نتيجة للضغط الشديد.

وبالنسبة للمتغيرات الجينية المرتبطة بفرط التقيؤ، وجدت الدراسة أن النساء اللواتي يحملن هذه المتغيرات كان لديهن مستويات أقل من هرمون GDF15 في دمائهن عندما لم يكن لديهن حمل.

وتأتي هذه الاكتشافات المفاجئة بشكل أكثر منطقية عندما يتم تحليل بيانات دراسة منفصلة لأكثر من 18000 امرأة اسكتلندية، حيث أظهرت أن النساء اللواتي يحملن مستويات أعلى من هرمون GDF15 قبل الحمل كان لديهن خطر أقل للإصابة بفرط التقيؤ.

وبالمثل، فإن النساء المصابات بالثلاسيميا بيتا، وهي حالة دموية تحدث لرفع مستويات GDF15 خارج الحمل، نادرا ما يعانين من الغثيان والقيء عند الحمل، وفقا لمسح صغير لعشرين امرأة.

وتقترح فيزو أن الأمر يبدو كما لو أن وجود مستويات أعلى من GDF15 قبل الحمل يوفر بعض الحماية ضد التقيؤ المفرط، ما يقلل من حساسية النساء تجاه الهرمون، لذلك فإن تأثيره أقل في إحداث القيء.

إجمالا، يقولون إن الأدلة الجديدة تشير إلى أن "شدة الغثيان والقيء أثناء الحمل هي نتيجة تفاعل GDF15 المشتق من الجنين وحساسية الأم لهذا الببتيد، والذي يتم تحديده بشكل كبير من خلال تعرضها السابق للهرمون".

وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتوضيح هذه الفرضية، ولكن الأمل هو أن زيادة مستويات GDF15 قبل الحمل يمكن أن يساعد في منع هرمون النمو، في حين أن خفضها أثناء الحمل قد يقي من الغثيان.

ومع ذلك، يتوخى الباحثون الحذر بشكل خاص من الأضرار المحتملة للعلاجات المرشحة التي تُعطى أثناء الحمل، لذلك ستكون السلامة أولوية قصوى.

 

.

مقالات متعلقة عرض الكل