"عودة مرعبة بعد سنة غياب.. زوجة وطفلة مفقودتان ورسالة مؤلمة تهز قلبه!"

بعد وفاته يوم الجمعة، أعادت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي، فيديو سابق للشاعر الغنائي، كريم العراقي، يحكي فيه قصة قصيدته “دقيت باب الجار” التي غناها الفنان الكبير كاظم الساهر. يقول كريم العراقي في الفيديو إنه كان في خلاف، وأطفاله بعيدين عنه بسبب الظروف، وما يعرف مكانهم بسبب الحروب.

وبعد غيبة طويلة، وصلته رسالة بينما كان في بغداد، والرسالة من ابنته، بعد غيابه عنهم لمدة سنة دون معرفة أخبارهم. ويضيف أنه بدأ بقراءة الرسالة فاختلطت دموعه بالحروف، ووصل على الشقة ويفتح لكن الباب لا يُفتح.

وقال إن أحد الجيران رأى وضعه فربت على كتفه، فعاد لكتابة القصيدة، لكنه يشير إلى أن كتابة القصيدة لم تكن بنفس اللحظة، لكنها عبرت عن مشاعر تلك الحادثة.

وبعد فترى، تلقى كريم العراقي خطابًا من أحبته في الغربة، يصفون له كيف يعيشون ويفتقدونه، فأخذ كريم الخطاب وصعد إلى بيته، وأخرج مفتاح شقته ووضعه في الكالون، لكنه لم يستجب، وهنا شعر بيد تربت عليه من الخلف وبجاره يقول: انها شقتي لا شقتك يا كريم، فاعتذر كريم لجاره، ولكن الجار تابع، لو احتجت اي مساعدة فأنا اخوك يا كريم، فالجار دائما أخ، فتلعثم كريم وتحشرج صوته وهو يشكر جاره.

ذهب كريم إلى شقته واستلقى على الأريكة التي كان يجلس عليها أحبابه. قام ليحضر كوبًا من الماء وشربه ببطء، حاول أن يهدأ النيران التي تشتعل في صدره. أخذ ورقة وقلمًا وبدأ يكتب: دقيت باب الجار، كلما ظننت أنه بابي، ذاكرتي تتلاشى كأنها لم تكن. يا جاري، هذا العشق يحرق ولا يحترق.

حاز كريم على جائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كأفضل أغنية إنسانية، عن قصيدة "تذكر" التي ألفها الفنان العراقي كاظم الساهر. أُصيب العراقي بمرض السرطان منذ أكثر من عام، وخضع لعمليات جراحية عديدة وتلقى جرعات من العلاج الكيميائي، وفقًا للتقارير الإعلامية المحلية. اشتهرت أشعار كريم العراقي بشكل كبير بسبب تعاونه مع كبار النجوم مثل كاظم الساهر وأصالة وصابر الرباعي وماجد المهندس وعاصي الحلاني.

حققت الأغنيات التي قدمها مع الساهر نجاحًا كبيرًا، ومن بينها "كل ما تكبر تحلى" و"دلع النساء" و"المستبدة". اتخذ كريم قرارًا ببيع شقته لكي لا يموت وهو يعانق الذكريات التي تلاحقه. رن هاتفه، كان كاظم الساهر على متن طائرة في أمريكا، يتنقل من ولاية إلى أخرى. قال كاظم لكريم: "عندي شعور بأنك انتهيت من نص جديد".

كريم سرد له القصة مع الجار وشرح له الكلمات التي كتبها. أشاد كاظم بابداعه وانتهت المكالمة. ذهب كريم لعرض شقته للبيع، وقبل أن يبيعها، اتصل به كاظم وعزف له لحن "دقيت باب الجار".

توفي الشاعر العراقي الشهير كريم العراقي فجر الجمعة، عن عمر يناهز 68 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، حسبما ذكر مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الثقافية.

علن الكاتب والناقد العراقي، عارف الساعدي، عن وفاة الشاعر كريم العراقي، وذلك من خلال تدوينة نشرها على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك. وأعرب الساعدي عن حزنه العميق لرحيل الشاعر، مشيراً إلى أنه توفي في إحدى مستشفيات أبوظبي.

كان الشاعر كريم العراقي واحداً من الأدباء المعروفين في العراق، حيث ولد في عام 1955 في منطقة الشاكرية كرادة مريم بالعاصمة بغداد. قدم العديد من الأعمال الأدبية في مجالات مختلفة مثل الشعر الشعبي والأغاني والمسرحيات. وترك إرثاً ثقافياً غنياً من خلال مؤلفاته المتعددة.

وفي تفاصيل أخرى، ذكر الساعدي أن الشاعر كريم العراقي عاد إلى منزله بعد سنة من الغياب، ليجد زوجته وطفلته الوحيدة قد رحلا عنه. وعثر على رسالة تركتها زوجته، والتي أحزنت قلبه بشدة. إنها قصة مؤلمة ومؤثرة تلك التي عاشها الشاعر الراحل.