قم بمشاركة المقال
انتشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي صورة متداولة لطفل وطفلة يبلغان من العمر 13 عامًا خلال خطوبتهما. وأثارت هذه الصورة جدلاً كبيرًا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث هاجموا بشكل حاد أهل الطفلين لارتكابهما هذه الجريمة البشعة ضد أطفالهم. ولذلك، سنستعرض في هذا التقرير مخاطر زواج الأطفال وسبل التصدي لهذه الظاهرة.
أكد الدكتور أحمد علام، خبير العلاقات الأسرية، أن زواج الأطفال يعد مشكلة عالمية في العديد من البلدان والثقافات والأديان والأعراق المختلفة. ومع ذلك، فإن الدول النامية هي الأكثر تأثرًا بهذا النوع من الزواج المبكر، والذي يعتبر واحدًا من الممارسات الضارة التي لا تزال تستهدف ملايين الفتيات اللواتي لم يتجاوزن سن الثامنة عشرة في جميع أنحاء الدول النامية.
ووفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، يتم تنفيذ أعلى معدلات زواج مبكر في أفريقيا حيث يتزوج 38٪ من الفتيات وهن في سن الطفولة، وفي جنوب آسيا يتعرض 30٪ من الفتيات للزواج المبكر، مقارنة بـ 25٪ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. أما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن هناك 17٪ من حالات زواج القاصرات، و 11٪ في شرق أوروبا وآسيا الوسطى.
مخاطر زواج الأطفال:
أشار الدكتور أحمد علام إلى أن هناك العديد من المخاطر المتعلقة بمشكلة زواج الأطفال، ومن بين هذه المخاطر:
- زيادة معدلات التسرب المدرسي، حيث يؤدي زواج الأطفال إلى عدم استكمال تعليمهم وبالتالي يزداد معدل الأمية في المجتمع.
زواج الأطفال المبكر يتسبب في طلاق مبكر وزيادة نسبة تشرد الأبناء في حالة الإنجاب. كما يؤدي إلى ارتفاع نسبة المرأة المعيلة، حيث يكون الانفصال حلاً واقعًا بعد فترة قصيرة من الزواج. ومن المخاطر الأخرى لزواج الأطفال المبكر، الحمل في سن مبكر، وهذا يؤثر على الصحة الإنجابية للفتيات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفتيات المتزوجات في سن مبكرة يتعرضن بشكل أكبر للعنف والإساءة والعلاقات الجنسية القسرية بسبب الاختلاف في السن والثقافة بين الزوجين. وتعد الفتيات القاصرات التي تم تزويجهن في سن مبكرة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية. ومن الواضح أن الذهاب إلى المدرسة يمنح الفتيات خيارات وفرصًا في الحياة، مما يساعدهن على اللعب بدور نشط في مجتمعاتهن وكسر حلقة الفقر. ولكن من المستبعد أن تلتحق الفتيات المتزوجات في سن صغيرة بالمدرسة. ومن بين مخاطر زواج الأطفال المبكر، الموت المبكر. فالفتيات تحت سن 15 سنة أكثر عرضة للوفاة أثناء الولادة بخمس مرات من النساء في العشرينيات من العمر ويواجهن مخاطر أكبر للإصابة بتلك الأمراض المرتبطة بالحمل مثل ناسور الولادة.
وهناك طرق متعددة للحد من زواج الأطفال، من بينها فرض القوانين والسياسات اللازمة للحد من زواج القاصرات. على الرغم من وجود قوانين تمنع زواج الأطفال في العديد من البلدان، إلا أن هذه القوانين لا تُطبق بشكل فعال. لذلك، ينبغي تعزيز التوعية وتوفير الدعم والمساعدة للأسر والمجتمعات لفهم أضرار زواج الأطفال والعمل على منعه وحماية حقوق الأطفال.
تقديم الحوافز الاقتصادية لتأجيل الزواج هو أمر ضروري في بعض الثقافات والمجتمعات. يعتبر التركيز على عناصر الاقتصاد المتعلقة بالزواج المبكر، مثل ممارسات المهور، ضرورة لتطوير برامج فعالة تساعد في تأجيل سن الزواج لدى الفتيات.
ينبغي تنفيذ برامج توعوية تستهدف المجتمع بأكمله، وتهدف إلى تغيير المواقف والعادات الاجتماعية. يمكن تحقيق ذلك من خلال المؤسسات الاجتماعية، والجمعيات الدينية، والمؤسسات الصحية، والمنظمات المدنية المحلية، والمدارس.
يجب دعم التعليم بعد المرحلة الابتدائية، حيث تشير الدراسات إلى أن الفتيات اللاتي يحصلن على تعليم أفضل أقل عرضة للموافقة على الزواج في سن مبكرة. لذا يجب توفير الدعم اللازم لتعليم الفتيات وتثقيفهن.
يمكن تحقيق تأجيل الزواج عن طريق توفير سبل العيش الآمنة. يمكن للتعليم والتدريب المهني للفتيات أن يمنحهن الفرصة للحصول على وظائف توفر لهن دخلاً مناسباً، مما يساعدهن على الاعتماد أقل على الأسرة ويمنحهن بعض الاستقلالية. وهذا يتيح لهن تأجيل الزواج.