قم بمشاركة المقال
تأثير التفكير أثناء الاستراحة على تكوين الذكريات
تشير الأبحاث الجديدة إلى أنه من الأفضل أن نمتنع عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء بعد اكتساب مهارة أو معلومات جديدة. يعني ذلك أنه يجب علينا تجنب أي نشاط يمكن أن يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل القيام بمهام أخرى أو قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. يجب أن يتاح للدماغ الفرصة للاستعادة نشاطه دون أي تشتيت.
تحسين تكوين الذكريات من خلال الاستراحة
عندما نكتسب مهارة جديدة أو نتعلم معلومات جديدة، يحدث تغيير في الدماغ يسمى "تكوين الذكريات". ولكن، لتعزيز هذه الذكريات وتثبيتها في الذاكرة الطويلة الأجل، يجب أن يتم توفير فترة استراحة مناسبة. خلال هذه الفترة، يعمل الدماغ على معالجة المعلومات وتكوين الذكريات بشكل أفضل.
إذا قمنا بالتفكير أو القيام بمهام أخرى خلال فترة الاستراحة، فإننا قد نعرقل عملية تكوين الذكريات. لذلك، من الأفضل أن نمنح أنفسنا وقتًا للاسترخاء والاستعادة بعد التعلم. يمكن أن تكون هذه الفترة قصيرة، مثل بضع دقائق من الاسترخاء العميق أو المشي في الهواء الطلق، أو يمكن أن تكون فترة طويلة مثل النوم الجيد ليلاً.
تجنب الأنشطة المشتتة
لتعزيز تكوين الذكريات، يجب أن نتجنب الأنشطة المشتتة خلال فترة الاستراحة. على سبيل المثال، قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي يمكن أن يشتت انتباهنا ويعرقل عملية تكوين الذكريات. بدلاً من ذلك، يمكننا ممارسة التأمل أو الاسترخاء العميق أو القيام بتمارين بسيطة لتحسين تركيزنا وتهدئة أذهاننا.
اقرأ أيضاً
تأثير الاستراحة على الأداء العقلي
بالإضافة إلى تأثيرها على تكوين الذكريات، تلعب الاستراحة دورًا هامًا في تحسين الأداء العقلي. عندما نعطي أنفسنا وقتًا للاستراحة، يتمكن الدماغ من استعادة طاقته وتجديد تركيزه وانتباهه.
إذا كنا نعمل لفترة طويلة بدون استراحة، فإننا قد نشعر بالتعب والإرهاق العقلي. قد يؤدي ذلك إلى تراجع الأداء وتناقص القدرة على التركيز واتخاذ القرارات الصحيحة. ومع ذلك، عندما نأخذ فترة استراحة قصيرة، يمكننا تجديد طاقتنا وتحسين أدائنا العقلي وزيادة إنتاجيتنا.
اقرأ أيضاً
كيفية استخدام الاستراحة بذكاء
للاستفادة القصوى من الاستراحة، يجب أن نستخدمها بذكاء. قد يكون من المغري الاستلقاء على الأريكة ومشاهدة التلفزيون لفترة طويلة، ولكن هذا لن يكون مفيدًا للدماغ. بدلاً من ذلك، يمكننا ممارسة بعض الأنشطة التي تحفز الدماغ وتعزز التركيز، مثل حل الألغاز أو قراءة كتاب مفيد أو ممارسة اليوغا أو التأمل.
يجب أن تكون الاستراحة فترة من الوقت التي نخصصها لأنفسنا للاسترخاء وتجديد الطاقة. يمكن أن تكون هذه الفترة قصيرة خلال اليوم، مثل فترات الراحة القصيرة بين المهام، أو يمكن أن تكون فترة طويلة مثل عطلة نهاية الأسبوع أو العطلات السنوية.
استراحة الدماغ وتحسين الذاكرة
باختصار، تشير الأبحاث إلى أن الاستراحة الصحيحة بعد التعلم تساعد في تحسين تكوين الذكريات وتعزيز الأداء العقلي. من الأفضل تجنب الأنشطة المشتتة ومنح الدماغ فرصة للاستعادة نشاطه. يمكننا استخدام الاستراحة بذكاء من خلال ممارسة الأنشطة التي تحفز الدماغ وتعزز التركيز. بالاستفادة القصوى من الاستراحة، يمكننا تحسين تكوين الذكريات وزيادة إنتاجيتنا العقلية.
تأثير الاسترخاء على تعزيز الذاكرة
حفظ المعلومات، يمكننا أن نعتقد أنه كلما بذلنا مجهودًا ذهنيًا أكبر، ستحفظ المعلومات بشكل أفضل في ذاكرتنا. ولكن ربما يكون كل ما نحتاجه هو تخفيض الإضاءة والاستمتاع بفترة استرخاء وتأمل تستمر لمدة 10 إلى 15 دقيقة.
تلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء ستكون أفضل بكثير مقارنة بالتركيز والتكرار. هذا الاكتشاف يمكن أن يكون فرصة للطلاب الكسالى لتجنب المذاكرة، ولكنه في نفس الوقت يمكن أن يخفف معاناة الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة وبعض أنواع الخرف. فهو يقترح طرقًا جديدة للاستفادة من قدراتنا الكامنة في التعلم والتذكر، والتي لم تكن معروفة من قبل.
اكتشاف أهمية الاستراحة في تقوية الذاكرة
في عام 1900، قام العالم النفسي الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر بتوثيق أهمية فترات الاستراحة في تقوية الذاكرة. في إطار تجاربهما حول تثبيت الذكريات، طلب الباحثان من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع الكلمات بدون معنى. وبعد أن أتاحا لهم فترة قصيرة لتعلمها، حصل نصف المشاركين على القائمة الثانية مباشرة، بينما أخذ النصف الآخر فترة راحة لمدة ست دقائق قبل مواصلة الحفظ.
وبعد ساعة ونصف، اختبر الباحثان المجموعتين، ولاحظا أن المشاركين الذين حصلوا على فترة راحة تذكروا 50% من المعلومات في القائمة، بينما لم تتذكر المجموعة الأخرى سوى 28% فقط من المعلومات. تشير هذه النتيجة إلى أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للنسيان بعد تحويلها إلى رموز يمكن تخزينها في الذاكرة، وهذه العملية تسمى الترميز. ولذلك، فإن المعلومات الجديدة يمكن أن تتداخل مع المعلومات الأحدث وتؤثر على تذكرها.
دراسة حديثة حول تأثير الفترات الزمنية على الذاكرة
في دراسة أجراها سيرجيو ديلا سالا من جامعة إدنبرة ونيلسون كوان من جامعة ميسوري، تم اهتمام الفريق بدراسة تأثير الفترات الزمنية بين اكتساب المعلومات الجديدة وتذكر المعلومات القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ مثل السكتة الدماغية.
توصلت الدراسة إلى أن الاستراحة بين تعلم المعلومات الجديدة واسترجاع المعلومات القديمة تحسن من قدرة الأشخاص على تذكر المعلومات بشكل أفضل. وقد لوحظ أن الفترة الزمنية المثالية للاستراحة تتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة. وبالتالي، يمكن استغلال هذه النتائج في تصميم طرق جديدة لتحسين الذاكرة وتعزيز الأداء العقلي للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في التذكر.
تأثير الراحة على الذاكرة والاسترجاع
أظهرت دراسة حديثة أن الاستراحة القصيرة يمكن أن تحسن الذاكرة والقدرة على استرجاع المعلومات. وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجراء تجارب على مجموعة من المشاركين.
التجارب والنتائج
تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تم طلب الاستراحة للمجموعة الأولى بعد تعرضهم لمهمة تتطلب الذاكرة، بينما تم طلب الانخراط في أنشطة أخرى للمجموعة الثانية. وقد فاق تأثير الفترات القصيرة من الاسترخاء أو الانخراط في أنشطة أخرى كل التوقعات. وبالرغم من أن اثنين من المشاركين الذين كانوا يعانون جميعا من فقدان الذاكرة الحاد لم يظهر عليهما أي تحسن، فإن عدد الكلمات التي تذكرها المشاركون الآخرون زاد ثلاثة أضعاف، من 14 في المئة إلى 49 في المئة، وهذا المعدل يكاد يكون نفس معدل الكلمات التي يتذكرها الأصحاء. كما طُلب من المشاركين الاستماع إلى قصص والإجابة عن الأسئلة بعد ساعة ولم يتذكر المشاركون الذين لم يأخذوا قسطا من الراحة إلا سبعة في المئة فقط من الأحداث، بينما تذكر الباقون 79 في المئة من الأحداث، بزيادة قدرها 11 ضعفا في عدد المعلومات التي تذكروها. ولاحظ الباحثون أيضا مزايا مشابهة في حالة الأصحاء، وإن كانت أقل وضوحا، إذ زادت القدرة على استرجاع المعلومات بعد فترة الاسترخاء بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المئة في هذه التجربة.
فوائد الراحة على الصحة العقلية
قامت دراسات أخرى بتأكيد نتائج هذه الدراسة وتوسيع نطاقها. فريق من الباحثين أجرى دراسات مكملة ووجد أن الفترات القصيرة من الراحة تحسن الذاكرة المكانية وتساعد المشارك
تأثير الاسترخاء على ترسيخ المعلومات في الذاكرة
تشير الدراسات إلى أن الاسترخاء والراحة يمكن أن يؤثران بشكل إيجابي على ترسيخ المعلومات في الذاكرة. على سبيل المثال، أظهرت دراسة أجريت في جامعة نيويورك أن النشاط العصبي في الدماغ يزيد أثناء فترات الاسترخاء أثناء اليقظة. وتشير النتائج إلى أن الاتصال بين منطقة الحصين والقشرة البصرية يزداد خلال فترات الراحة، مما يعزز قدرة الدماغ على تذكر المعلومات.
الاسترخاء والتعلم قبل النوم
من المعروف أن النوم يساعد في ترسيخ المعلومات في الذاكرة. ومؤخراً، توصلت دراسة إلى أن التعلم قبل النوم مباشرة يمكن أن يحسن قدرتنا على تذكر المعلومات. يزيد النشاط في الدماغ أثناء الليل، مما يساهم في تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقويتها. وبالتالي، يمكن للفترة الزمنية بين التعلم والنوم أن تكون مهمة جداً في ترسيخ المعلومات في الذاكرة.
تأثير الاسترخاء على الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية
تشير النتائج إلى أن الاسترخاء يمكن أن يكون مفيداً للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية في تحسين قدرتهم على استرجاع المعلومات. فترات الاسترخاء قد تساعد هؤلاء الأشخاص في حفظ المعلومات الجديدة التي تكون ذات أهمية بالنسبة لهم. على سبيل المثال، يمكن للمرضى المصابين بالسكتة الدماغية ومرضى ألزهايمر أن يستفيدوا من فترات الراحة بعد اكتساب معلومات جديدة لتحسين قدرتهم على استرجاع تلك المعلومات لاحقاً.
تأثير الاسترخاء على مرضى ألزهايمر
تشير النتائج إلى أن الاسترخاء يمكن أن يكون مفيداً لمرضى ألزهايمر في تحسين قدرتهم على استرجاع المعلومات. فترات الاسترخاء قد تساعد هؤلاء المرضى في حفظ المعلومات الجديدة وتقوية روابط الخلايا العصبية في الدماغ. وعلى الرغم من أن هذه النتائج قد تكون صعبة التطبيق على المصابين بالخرف الحاد، إلا أن أخذ فترات من الراحة بانتظام طوال اليوم بدون مشتتات يمكن أن يساعد في ترسيخ المعلومات الجديدة في الذاكرة إلى حد ما.
تحسين الأداء الدراسي من خلال فترات الراحة
تشير الدراسات الحديثة إلى أن أخذ فترات قصيرة من الراحة أثناء فترة المراجعة يمكن أن يساعد في تحسين الأداء الدراسي. وقد أظهرت هذه الدراسات أن التحسن الذي سجلته يتراوح بين 10 و30 في المئة، مما يعني زيادة في الدرجات للعديد من الطلاب.
فوائد أخذ فترات الراحة
وفقًا للخبير في علم النفس الدكتور جون هورنر، يمكن لأخذ فترات قصيرة من الراحة أثناء المراجعة أن يساعد على استرجاع المعلومات بشكل أفضل. يقول هورنر: "إذا قمت بأخذ فترة قصيرة من الراحة بين الحين والآخر خلال فترة المراجعة، فقد تتحسن قدرتك على استرجاع المعلومات لاحقًا".
بالإضافة إلى ذلك، يشير هورنر إلى أن عقولنا تحتاج أيضًا إلى فترات منتظمة من الراحة لاستعادة نشاطها. لذا، من الأفضل أن نخصص بعض الوقت للاستراحة خلال فترة المذاكرة، بدلاً من الاستمرار في الدراسة بدون توقف.
توجيهات لاستخدام فترات الراحة بشكل فعال
للاستفادة القصوى من فترات الراحة خلال المراجعة، يمكن اتباع بعض التوجيهات التالية:
- تحديد فترات زمنية محددة للراحة، مثل كل 25 دقيقة أو كل ساعة.
- استغلال فترات الراحة لممارسة التمارين البدنية الخفيفة، مثل الاستطالة أو المشي القصير.
- تجنب استخدام الهواتف المحمولة أو الأجهزة الإلكترونية خلال فترات الراحة، حيث يمكن أن تشتت الانتباه.
- الاسترخاء وتهدئة العقل خلال فترات الراحة، مثل الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو ممارسة التأمل.
حل مشكلة النسيان وتعزيز الذاكرة
بالإضافة إلى تحسين الأداء الدراسي، يمكن أن تساعد فترات الراحة أيضًا في حل مشكلة النسيان وتعزيز قدرات الذاكرة. وفقًا لتجارب فريدة، يمكن أن يؤدي اتباع نظام منتظم للراحة إلى زيادة قدرة الذاكرة والذكاء بنسبة تصل إلى 1000 في المئة.
لذا، من الأفضل أن نتخذ فترات منتظمة من الراحة خلال الدراسة والمراجعة، وأن نعطي عقولنا الفرصة للاستراحة واستعادة نشاطها. قد تكون هذه الفترات القصيرة من الراحة هي المفتاح لتحقيق النجاح الأكاديمي وتعزيز الأداء العقلي.