سورة في القرآن من قرائها ينزل له من السماء سبعون ألف ملك لعظمتها ؟


سورة الأنعام من السور القرآنية التي نزلت جملة واحدة، ونزلت هذه السورة العظيمة في مكة، وحولها سبعون ألف ملك يجأرون حولها بالتسبيح.
فقد ورد في بعض الآثار، أن سورة الأنعام نزلت جملة واحدة، فقد روى الطبراني بسند فيه راو ضعيف، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة، يتبعها سبعون ألف ملك، لهم زجل (صوت عال) بالتسبيح والتحميد.
وعن أسماء بنت يزيد قالت: نزلت سورة الأنعام على النبي صلى الله عليه وسلم جملة واحدة، إن كادت من ثقلها لتكسر عظم الناقة.
وجاء السياق الذي نزل به سورة الأنعام في تماسكه وتدافعه وتدفقه يوقع في القلب أن هذه السورة نهر يتدفق، بلا حواجز ولا فواصل، وهي نموذج كامل للقرآن المكي تمثل خصائصه ومنهجه مع احتفاظها "بشخصيتها" الخاصة؛ فلكل سورة شخصيتها، وملامحها، وطريقة عرضها لموضوعها الرئيسي.
وتعرض سورة الأنعام في جملتها حقيقة الألوهية في مجال الكون والحياة، والنفس والضمير، ومشاهد القيامة، ومواقف الخلق، وتطوف بالنفس البشرية في ملكوت السماوات والأرض، وتقف بها على مصارع الأمم الخالية.
وتعالج سورة الأنعام قضية العقيدة الأساسية؛ قضية الألوهية والعبودية، تعريف العباد برب العباد.. من هو؟ ما مصدر هذا الوجود؟ من هم العباد؟ من جاء بهم إلى هذا الوجود؟ من يقلب أفئدتهم وأبصارهم؟ ولأي شيء خلقهم؟ .
تبدأ السورة بمواجهة المشركين الذين يتخذون آلهة أخرى مع الله. وتشير الآيات إلى دلائل التوحيد التي تحيط بالمشركين في الآفاق وفي أنفسهم. تُظهر هذه الدلائل الحقيقة العميقة للألوهية وتشمل الوجود بأكمله وكل ما فيه، بالإضافة إلى معرفة الله بسركم وجهركم وما تكسبونه.
تبدأ الآيات في تعريف حقيقة الألوهية، وتُظهر ملكية الله لما في السماوات والأرض، ولما يحدث في الليل والنهار. وتقول الآيات أنه ليس هناك شك في جمع الناس في يوم القيامة، وأن الذين خسروا أنفسهم لن يؤمنوا بالحقيقة.
تتحدث الآيات عن معرفة أهل الكتاب بالحقيقة التي يكذب بها المشركون. وتوقف المشركين أمام مشهدهم يوم الحشر ويسألون عن شركائهم، لكنهم ينكرون الشرك. وتُظهر الآيات أنه لو رأوا أنفسهم وهم يُقفون على النار، لأمنوا وتابعوا آيات ربهم.
تتحول السورة لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم وتسلية قلبه من تكذيب المشركين له. تُقول الآيات إنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين يجحدون آيات الله. وبهذا يُعزز النبي صلى الله عليه وسلم ويُقوى قلبه في مواجهة المعاناة والتحديات.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط