قم بمشاركة المقال
سرطان الرئة: دراسة تكشف عن الجينات المسؤولة وتأثير التدخين
دراسة تكشف لغز سرطان الرئة
يعتبر سرطان الرئة أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا بالحياة، حيث يتسبب في عدد كبير من الوفيات سنويًا. وعلى الرغم من أن التدخين هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، إلا أنه ليس جميع المدخنين معرضين للإصابة بهذا المرض. لذلك، قام العلماء بإجراء دراسات لفهم هذه الظاهرة واكتشاف الأسباب المحتملة.
الجينات ودورها في الحماية من سرطان الرئة
أظهرت دراسة حديثة أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في الحماية من سرطان الرئة. تم استخدام العينات الجينية لمجموعة من الأشخاص غير المدخنين والمدخنين بمختلف الأنواع والمستويات، وتم تحليل طفرات الجينات في خلايا الرئة. وتوصلت الدراسة إلى أن طفرات الجينات تزداد مع تقدم العمر وتدخين التبغ.
ووفقًا للدكتور سيمون سبيفاك، طبيب الرئة وعالم الأوبئة في كلية ألبرت أينشتاين للطب، فإن خلايا الرئة قد تحتوي على طفرات تتراكم على مر السنين ومع تدخين التبغ. ويرتبط تدخين التبغ بتلف الحمض النووي في الرئة، ولكن ليس جميع المدخنين في نفس الكفة.
اقرأ أيضاً
تأثير التدخين على سرطان الرئة
إن تدخين التبغ يعد السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، ولكن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على احتمالية الإصابة بهذا المرض. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تلعب الجينات دورًا في حماية بعض الأشخاص من سرطان الرئة، بينما تجعل الآخرين أكثر عرضة للإصابة به. وبالتالي، يجب على الأشخاص الذين يدخنون أن يكونوا على دراية بأن التدخين يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة ويجب عليهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية منه.
تأثير التدخين على سرطان الرئة
ترتبط الكمية التي كان يدخّنها شخص ما بزيادةٍ في معدّلات تحوّر الخلايا، لكن بعض الأشخاص يبقون على قيد الحياة لفترةٍ طويلةٍ على الرغم من تدخينهم للسجائرِ بشكلٍ مفرط، وذلك لأنهم تمكنوا من قمع المزيد من تراكم الطفرات، ربّما هؤلاء الأشخاص لديهم أنظمة عالية الكفاءة لإصلاح تلف الحمض النووي، أو إزالة السموم من دخّان السجائر.
اقرأ أيضاً
أهمية النتائج في فهم سرطان الرئة
ويمكن أن تساعد النتائج في تفسير سبب عدم إصابة 80 إلى 90 ٪ من المدخنين مدى الحياة بسرطان الرئة، ويمكن أن تساعد أيضًا في تفسير سبب إصابة بعض الأشخاص الذين لا يدخنون مطلقًا بالأورام.
أنواع سرطان الرئة
يميل الأطباء إلى تقسيم سرطان الرئة إلى نوعين رئيسين طبقًا لشكل الخلايا السرطانية كما يبدو منظرها تحت المجهر، وعلى أساس هذا التقسيم يتخذ الأطباء قراراتهم بشأن طريقة العلاج المناسبة في كل حالة عينية، وهما على النحو الآتي:
1ــ سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة (Small cell lung cancer)
يُسمى أيضًا الورم الخبيث وهو على شكل سنبلة الشوفان، وهو يظهر في معظم الحالات عند المدخنين بكثرة فقط، وهو أقل شيوعًا من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة.
2ــ سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة (Non – small cell lung cancer)
هو اسم عام وشامل لأنواع عديدة من سرطانات الرئة التي تتصرف بشكل متماثل، ويشمل سرطان الخلايا الحرشفية (Squamos cell carcinoma)، والسرطان الغُديّ (Adenocarcinoma)، والسرطانة كبيرة الخلايا.
مراحل سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة
1ــ درجة lA
السرطان في هذه المرحلة يكون قد تغلغل في داخل أنسجة الرئتين حتى قطر أقصاه 3 سنتيمتر، لكنه لم ينتشر بعد في العقد اللمفاوية المجاورة.
2ــ درجة lB
مراحل سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة
سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة هو نوع من أنواع سرطان الرئة ويمر عبر مراحل مختلفة. يعتمد علاج السرطان وفرص الشفاء على المرحلة التي يتم تشخيصها فيها. فيما يلي نظرة عامة على مراحل سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة:
1ــ مرحلة المحدودة
في هذه المرحلة، يكون السرطان موجودًا في رئة واحدة فقط وفي الغدد الليمفاوية القريبة منها. يمكن أن يكون الورم صغيرًا أو كبيرًا، ولكنه لم ينتشر بعيدًا عن الرئة المصابة بالسرطان.
2ــ مرحلة المتوسع
في هذه المرحلة، يكون السرطان قد انتشر إلى الرئتين الأخرى أو إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العقمة الصدرية أو العقمة العلوية. قد يكون السرطان قد انتشر أيضًا إلى الغدد الليمفاوية البعيدة عن الرئة المصابة.
مراحل سرطان الرئة غير الصغيرة
تحدد مراحل سرطان الرئة غير الصغيرة بناءً على حجم الورم السرطاني ومدى انتشاره في الأنسجة المحيطة والأعضاء الأخرى في الجسم. فيما يلي ملخص للمراحل المختلفة لسرطان الرئة غير الصغيرة:
المرحلة I
في هذه المرحلة، يكون السرطان قد تغلغل في داخل أنسجة الرئتين بقطر يتراوح بين 3 – 5 سنتيمتر، لكنه لم ينتشر بعد في العقد اللمفاوية المجاورة.
المرحلة IIA
في هذه المرحلة، يكون الورم السرطاني أكبر من 5 – 7 سنتيمتر وقد انتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة منه، ولكنه لم يخترق الجدار الصدري بعد.
المرحلة IIB
في هذه المرحلة، يكون الورم السرطاني أكبر من 5 – 7 سنتيمتر وقد انتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة منه، ولكنه لم يخترق الجدار الصدري بعد. يمكن أيضًا أن يحدث ورم سرطاني رئوي أكبر من 7 سنتيمتر.
المرحلة III
في هذه المرحلة، يكون السرطان قد انتشر خارج الرئتين وانتقل إلى العقد الليمفاوية الموجودة في وسط الصدر.
المرحلة IIIB
في هذه المرحلة، يكون السرطان قد انتشر بصورة موضعية إلى القلب والأوعية الدموية والقصبة الهوائية والمريء وإلى الغدد الليمفاوية الموجودة في منطقة عظمة الترقوة أو في الأنسجة التي تحيط بالرئتين أو في الصدر.
المرحلة IV
في هذه المرحلة، يكون السرطان قد انتشر إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل الكبد والعظام أو الدماغ.
المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة
في هذه المرحلة يكون السرطان قد انتشر إلى أبعد من رئة واحدة فقط وإلى أبعد من الغدد الليمفاوية القريبة منها، ومن الممكن أن يكون قد تغلغل في كلتيّ الرئتين وفي الغدد الليمفاوية البعيدة، بل وحتى في أعضاء أخرى.
مخاطر التدخين وعدم القدرة على الإقلاع عنه
ويذكر أن العديد من المدخنين على بينة من مخاطر التدخين، ولكن هذا الوعي لا يساعدهم على محاربة التدخين والتوقف عنه، لأغلبية المدخنين كل محادثة عن أمراض أو اضرار التدخين تسبب التوتر والخوف، ولكنها لا تسبب الإقلاع عن التدخين.
التحديات النفسية للإقلاع عن التدخين
مخاوف المدخنين من الإقلاع عن التدخين تتركز أساسًا في الآثار الجانبية النفسية مثل الإحباط والاكتئاب والعجز، وتلك الجسمانية مثل الشعور بالحاجة إلى التدخين والصداع واستبدال السجائر بالطعام وزيادة الوزن. وبالطبع هناك الخوف الأكبر وهو استمرارية حياتهم في حالة رغبة دائمة في التدخين، والحرب على هذه الرغبة.
التغلب على التحديات النفسية للإقلاع عن التدخين
لكن خبراء عدة أجمعوا على أن المشكلة الرئيسية في الإقلاع عن التدخين ليست جسدية، وأكدوا أن إدمان النيكوتين هو أمر هامشي، ويمكن التغلب عليه في بضعة أيام. الشيء الرئيسي الذي يسبب صعوبة في الإقلاع عن التدخين هو التعلق العقلي، الشوق والرغبة بالتدخين، وهذا ما يجب على المدخن التخلص منه، ليستيقظ يوماً ما ويرمي علبة السجائر دون الحاجة لاستبدالها بشيء.