قم بمشاركة المقال
تعلموا من الصحراء الكبرى
تعلموا من الصحراء الكبرى، الأعظم من نوعها على الأرض، فنون العيش، فأتقنوها. روضوا الرياح والجفاف القاتل، وتعايشوا مع السراب، وبقوا آلاف السنين أوفياء لتقاليدهم.
أصحاب اللثام
إنهم الطوارق الذين يسمون "أصحاب اللثام"، بجلابيبهم الزرقاء ومظهرهم المميز، وتاريخهم الطويل مع الصحراء بظروفها القاسية وامتداداتها التي لا تحد. يرتادونها ويجوبون أطرافها، من الشمال الإفريقي حتى الأدغال، منذ أن كانت إفريقيا، قارة غامضة لا يعرفها أحد.
عرق الطوارق
لا يمكن أن تخطئ العين الطوارق بأزيائهم التقليدية، وبرجالهم الملثمين المهيبين. إنهم علامة فارقة للصحراء. عرق استوطن الصحراء الكبرى، وامتداداته توجد في المغرب والجزائر وليبيا، وفي دول جنوب الصحراء، وخاصة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
ثقافة راسخة
وعلى الرغم من أن الطوارق ليسوا الشعب الوحيد في منطقة الصحراء الكبرى الذي يرتدي أفراده اللثام، وذلك لأن قبائل التبو المجاورة ترتديه هي الأخرى، لكنه غير ملزم لديها، فيما يعتبر بالنسبة للطوارق ثقافة راسخة، وأسلوب حياة. اللثام على الأرجح انتقل إلى عرق التبو من الطوارق.
اقرأ أيضاً
اللثام والعواصف الرملية
الطوارق لا يتمسكون باللثام فقط لاتقاء غبار الصحراء وحماية وجوههم من لسعات ذراتها الحامية، بل هم يرتادونه حتى في الشمال حيث لا توجد مثل هذه العواصف الرملية القاسية.
نساء الطوارق
اللافت أن نساء الطوارق فيما يتلفع رجالهن باللثام طيلة الوقت، يسرن بوجوه سافرة من دونه، ولا يغطين إلا شعورهن في الغالب.
اقرأ أيضاً
مكانة مرموقة
نساء الطوارق يتمتعن بمكانة مرموقة وباحترام كبير، فحين يبلغ الفتى لديهم سن الرشد، يتلقى تقليديا هديتين - سيفا ولثاما يلف به رأسه ويغطي وجهه. ويكون فتى الطوارق ملزما منذ تلك اللحظة بأن لا يظهر منه إلا عيناه، حتى وهو في خيمته، وبين مضارب أهله.
أساطير اللثام
يوجد العديد من الأساطير التي تفسر تمسك رجال الطوارق باللثام، على العكس من النساء. تقول إحدى أساطيرهم، وهي تتحدث عن ظروف الحياة القاسية، والحرب والغزوات المتواصلة في العصور القديمة، أن رجال الطوارق هزموا في إحدى المعارك، وحين عادوا إلى بيوتهم، قابلتهم النسوة قائلات: نحن نخجل من رؤيتكم، استروا وجوهكم عنا!
روايات الطوارق: أساطير قديمة
تحكي إحدى الأساطير القديمة عن الطوارق، وهي قبيلة صحراوية تعيش في شمال إفريقيا، وتقول إنهم تعرضوا لهجوم من الأعداء، ولم يتمكنوا من صدهم. ولكن حدثت مفاجأة عندما تصدت النساء للغزاة وقاتلنهم بشجاعة، ونجحن في صدهم. واستحسن الرجال هذا الفعل البطولي وأخفوا وجوههم خلف اللثام، وهذا العمل أصبح جزءًا من تقاليدهم الثقافية حتى يومنا هذا.
عادات الطوارق قبل الإسلام
تحكي أسطورة أخرى عن الطوارق قبل اعتناقهم الإسلام، حيث كانوا يعتقدون بوجود أرواح شريرة وأخرى طيبة. وكان من المعتاد أن يتزوج الرجل ويعيش مع عائلة زوجته، وليس العكس كما هو معتاد في الثقافات الأخرى.
وكانوا يعتقدون أن هناك اختلافًا بين الأرواح التي تعيش في مجتمع عائلة الزوجة والزوج، وأن الأرواح الشريرة قادرة على إيذاء الرجل عن طريق التسلل إلى رأسه من خلال الأنف أو الأذن.
اللثام والوقاية من الأرواح الشريرة
لمواجهة هذه الشرور، قرر الرجال تغطية وجوههم بالكامل حتى عند النوم، وذلك لمنع الأرواح الشريرة من الوصول إليهم. ويعود هذا العمل إلى اعتقاد الطوارق بأن الثقوب الموجودة في الوجه، مثل الأنف والأذنين، هي مداخل محتملة للسحر والأرواح. وإذا تركت هذه "المنافذ" من دون غطاء، فقد يفقد الشخص قوته وتستولي عليه شخصية أخرى، أو قد تتسلل روح شريرة إليه وتسيطر عليه.
فوائد اللثام للطوارق
بالإضافة إلى الوقاية من الأرواح الشريرة، يعطي اللثام للطوارق الوقورين دائما والمعتزين بشخصيتهم فرصة لعدم إظهار مشاعرهم وعدم فتح أفواههم للثرثرة والحديث غير الضروري. وبذلك يعتبر اللثام جزءًا من هويتهم الثقافية والدينية.