أظهرت دراسات سابقة أن هناك علاقة بين سوء النوم وتطور أمراض الزهايمر وارتفاع ضغط الدم، ولكن دراسة جديدة نشرت في دورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب أكدت أن هناك علاقة أخرى بين النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
أجرى باحثون في المركز الوطني لأمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة كارلوس الثالث في مدريد وجامعة تافتس في الولايات المتحدة الأمريكية دراسة حول جودة النوم وخطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين.
وأشار الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور خوسيه أوردوفاس، إلى أن الأمراض القلبية الوعائية تعد مشكلة عالمية كبرى، وعلينا أن نعتبر النوم أحد الأسلحة التي يمكن استخدامها لمحاربة تلك الأمراض.
تم تحليل البيانات الطبية لـ3 آلاف و974 شخصا بمتوسط عمر 46 عاما، وتمت مقارنتهم في إسبانيا ببيانات أشخاص شاركوا في دراسة حول مرض تصلب الشرايين المبكر (PESA).
وخلال الدراسة، وافق المشاركون على ارتداء جهاز يساعد على تسجيل أنماط نومهم لمدة 7 أيام. واستخدمت نتائج هذا الجهاز لتقسيم المشاركين إلى 4 مجموعات مختلفة. تم وضع المجموعة الأولى للأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، والمجموعة الثانية للأشخاص الذين ينامون من 6 إلى 7 ساعات في الليلة. أما المجموعة الثالثة، فقد تم تكوينها من الأشخاص الذين ينامون من 7 إلى 8 ساعات في الليلة. وأخيرًا، تم وضع المجموعة الرابعة للأشخاص الذين ينامون 8 ساعات في الليلة.
تم إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى التصوير بالأشعة المقطعية للقلب لجميع المشاركين، وذلك للتحقق من وجود أمراض القلب.
بعد استبعاد عوامل الخطر الأخرى لأمراض القلب، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات كل ليلة يواجهون زيادة بنسبة 27% في خطر الإصابة بتصلب الشرايين مقارنة بأولئك الذين ينامون بين 7 و8 ساعات كل ليلة.
يشير الباحث أوردوفاس إلى أن هذه الدراسة هي الأكثر دقة بين الدراسات السابقة التي أشارت إلى نفس العلاقة. وذلك لأنها استخدمت بيانات جهاز تحديد أنماط النوم، وليس استنادًا إلى تقارير المشاركين الذاتية، والتي قد لا تكون موثوقة.