قم بمشاركة المقال
توصلت عملية مراجعة طويلة لبيانات طبية جُمعت على مدى أربعة عقود، إلى أن النظام الغذائي الذي يعتمد بصورة رئيسية على الأطعمة النباتية يقلل الإصابة بالنوبات القلبية.
أظهر باحثون في الدنمارك أن الأنظمة الغذائية النباتية أو الخالية حتى من منتجات الألبان والبيض تخفض مستويات الكوليسترول والدهون في الدم، والتي تكون مسؤولة عن زيادة النوبات القلبية.
وقالوا إن تأثير الأنظمة النباتية، الذي يعادل ثلث تأثير تناول الأدوية اليومية، كان "جوهريا حقا".
لكن الخبراء قالوا إن اللحوم ومنتجات الألبان لها فوائدها الصحية الخاصة، ولم تكن جميع الأنظمة الغذائية الخالية من اللحوم صحية في الواقع.
جمع البحث التجارب الثلاثين التي أُجريت منذ عام 1982، والتي قدم من خلالها العلماء المتطوعون نظاما غذائيا محددا وتتبعوا تأثيره على صحة القلب. وبلغ مجموع المشاركين في هذه الأبحاث ما يقرب من 2400 شخص من جميع أنحاء العالم.
تؤدي المستويات المرتفعة من الكوليسترول السيئ إلى تراكم الترسبات الدهنية في الأوعية الدموية، مما قد يؤدي في النهاية إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة القلب الأوروبية، أن نظاماً نباتياً خالياً من اللحوم ومنتجاتها، ونظاماً نباتياً يخلو أيضا من الألبان والبيض، حققا عدة نتائج صحية، منها:
- خفض الكوليسترول الضار بنسبة 10 في المئة.
- خفض الكوليسترول الكلي بنسبة 7 في المئة.
- تقليل البروتين الشحمي B (البروتين الرئيسي في الكوليسترول الضار) بنسبة 14 في المئة.
وقالت الأستاذة الجامعية روث فريك شميدت، التي أجرت الدراسة في مستشفى ريغ هوسباتل، في الدنمارك، لبي بي سي نيوز: "هذا يتوافق مع ثلث تأثير الستاتين (حبوب) التي تخفض الكوليسترول - وهذا أمر مهم حقا".
اقرأ أيضاً
كان إجراء هذه الدراسات ضروريا للتحكم في النظم الغذائية للناس لسنوات أو عقود لمعرفة كيفية حدوث هذا التغيير في الدم.
واستخدمت شميدت بيانات من تجارب عقار الستاتين لتقدير أن الحفاظ على مثل هذا النظام الغذائي لمدة 15 عاما يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 20 في المئة.
تقدر منظمة الصحة العالمية أن أمراض القلب والأوعية الدموية تقتل ما يقرب من 18 مليون شخص كل عام.
لكن على الرغم من الفوائد الصحية لاتباع نظام غذائي نباتي، حذرت شميدت من أن أي شخص يتبع مثل هذا النظام الغذائي يجب أن يمتنع عن تناول الأدوية الموصوفة له لأنه معرض لخطر الإصابة بأمراض القلب.
مشروبات سكرية
اختارت شميدت أن تعتمد على نظام غذائي نباتي في الغالب، مع بعض الدجاج والأسماك البيضاء، وقالت إن هذا من أجل "صحتي والبيئة ولأنني أحب ذلك".
ثبت أيضا أن الأنظمة الغذائية الأخرى التي تشتمل على اللحوم، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، صحية.
وقالت شميدت إنه لا يجب استبعاد اللحوم، ولكن "الرسالة المهمة هي الاعتماد على الأطعمة النباتية"، لأن هذا مفيد للصحة والبيئة.
لكن من الجدير بالذكر أن الأشخاص المشاركين في التجارب قد تم إعطاؤهم وجبات نباتية "صحية".
تختلف الخضراوات والفواكه والمكسرات والبقوليات مثل الحمص والحبوب الكاملة اختلافا كبيرا عن الحلويات ورقائق البطاطس والمشروبات السكرية، على الرغم من خلوها من اللحوم.
وعلق البروفيسور أيدين كاسيدي، من جامعة كوينز بلفاست، قائلا: "ليست كل النظم الغذائية النباتية متساوية". والوجبات الغذائية مثل "تلك التي تشتمل على الكربوهيدرات المكررة والأطعمة المصنعة الغنية بالدهون/الملح" ستظل غير صحية.
كانت هناك أيضا أسئلة حول الموجة الحالية من الأطعمة النباتية عالية المعالجة، والتي تختلف بشكل ملحوظ عن النظام الغذائي النباتي من الثمانينيات.
وقال كبير المسؤولين العلميين بمعهد كوادرام البروفيسور مارتن وارين: "المنتجات الحيوانية مثل اللحوم تمثل أطعمة غنية بالعناصر الغذائية التي لها فوائد أخرى".
وأضاف: "بالمثل، يمكن للأنظمة الغذائية المعتمدة على الحبوب أن تكون منخفضة في قيمة بعض المغذيات الدقيقة. لذلك بشكل عام، فإن تقليل استهلاك اللحوم والحفاظ على نظام غذائي واسع ومتنوع مفيد للصحة".