"خطبتا الجمعة من قلب المسجد الحرام وروح المسجد النبوي: تلاوات وعبر تهتز لها القلوب"


في خطبته الجمعة، أشار الشيخ الغزاوي إلى أهمية تقوى الله والتقرب إليه بالطاعات خلال شهر رمضان المبارك. وحث المسلمين على الاستعداد لاستقبال هذا الشهر الفضيل بالأعمال الصالحة والتوبة من الذنوب.
أكد الشيخ الغزاوي على أن شهر رمضان هو فرصة للتوبة والاستغفار، وأنه يجب على المسلمين استغلال هذه الفرصة لتطهير أنفسهم وتقوية إيمانهم.
شدد الشيخ الغزاوي على أهمية التواصي بين المسلمين وتذكيرهم بفضل الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم، مشيرًا إلى أن التذكير يعد من أسباب تحصيل الأجر والثواب.
شدد الشيخ الغزاوي على ضرورة الاستعداد النفسي والروحي لاستقبال شهر رمضان، من خلال التخطيط للأعمال الصالحة والتوبة الصادقة من الذنوب. وأكد على أن الاستعداد الجيد يزيد من قبول الأعمال ويجعل الإنسان أكثر قربًا إلى الله.
تجريد القصد والنية لله جل وعلا يعتبر من أعظم الأمور التي يجب التركيز عليها في شهر رمضان. يجب على المسلم أن يكون الصيام والقيام مخلصين لله تعالى، دون رياء أو اعتبارات أخرى. ينبغي للفرد أن يسعى للقيام بأعمال صالحة بعيدًا عن أعين الناس، مع الحرص على الاستمرار في العبادات طوال الشهر الفضيل.
ينبغي للمسلم أن يستعد نفسيًا وروحيًا لاستقبال شهر رمضان المبارك. يجب عليه أن يخصص وقتًا للتأمل والتفكر في آيات الله والعمل بتوجيهاته. كما يجب عليه الابتعاد عن المعاصي والأمور السلبية، والسعي نحو الخيرات والطاعات في هذا الشهر الفضيل.
شهر رمضان هو شهر الجود والبذل، وبمناسبة هذا الشهر الكريم ينبغي على المسلم أن يزيد من عطائه وتسامحه. يجب عليه أن يحاول أن يكون أكثر سخاءً وتفهمًا تجاه الآخرين، متبعًا سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجود والكرم.
يجب على المسلم أن يكون جزءًا من الدعوة إلى الله في شهر رمضان. ينبغي عليه أن يتذكر إخوته المسلمين الذين يمرون بصعوبات ومحن، وأن يسعى لمساعدتهم ودعمهم بكل السبل الممكنة. يجب عليه أن يكون داعيًا صادقًا لهم في ظل الظروف الصعبة التي قد يمرون بها.
تتحدث القصة عن عكرمة بن أبي جهل الذي اعتنق الإسلام بعد الفتح الإسلامي، وأدرك قيمة الجهاد والتضحية من خلال مشاركته في المعارك الإسلامية. وقد تميز بإخلاصه وتوبته الصادقة قبل شهر رمضان، مما يجعله قدوة للمؤمنين في التوبة والاستعداد لاستقبال هذا الشهر الفضيل.
يشدد الإسلام على أهمية التوبة الصادقة قبل شهر رمضان، حيث يعتبرها بداية جديدة للمؤمنين للابتعاد عن الذنوب والمعاصي. فالتوبة تعد واجبة على كل مؤمن، وهي من أولى درجات السائرين إلى الله. وعدم التوبة قد يحرم الشخص من الاستمرار في العبادة والاجتهاد في الشهر الفضيل.
لذا، يجب على المؤمنين الاستعداد لشهر رمضان بالتوبة الصادقة والنية الثابتة على تجنب الذنوب. يجب السعي للخير والاجتهاد في العبادات والأعمال الصالحة، والاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم بقلوب نقية وأرواح طاهرة، تسعى لنيل الأجر والثواب من الله تعالى.
عندما يفقد الإنسان الكثير من الوقت في الأمور التافهة والمفرطة، عليه أن يتدارك النفس ويبادر بالتوبة. يجب عليه استغلال الفرص المتبقية والعمل على تصحيح مسار حياته. يجب أن يتذكر أن الله منحه فرصة للتوبة والاستدراك، وعليه أن يستغل هذه الفرصة بكل جدية وتفانٍ.
على الإنسان أن يبادر بالإقبال على الخيرات والاستفادة من الوقت الذي بقي له. يجب عليه أن يكون حذرًا ويستغل كل لحظة في عمل الخير وتحقيق النجاحات. ينبغي للإنسان أن يعتبر واقع الحياة من حوله، ويدرك قيمة الوقت وثمن الفرص التي قد تفوته.
يجب على الإنسان أن يحذر الغفلة وطول الأمل، حيث إن الموت قد يأتي فجأة دون سابق إنذار. ينبغي للإنسان أن يكون مستعدًا للرحيل في أي لحظة، وأن يعمل على تحقيق النجاح والتوبة قبل فوات الأوان.
يجب على الإنسان الابتعاد عن اللذات الفانية والتفكير في الموت وما بعده، حيث يقول: "أيها المشغول باللذات الفانيات متى تستعد لمُلمات الممات. يا شدة الوجل، عند حضور الأجل، يا حسرة الفوت عند حضور الموت ويا خجلة العاصين، يا أسف المقصرين."
في المدينة المنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالبارئ الثبيتي بتقوى الله تعالى، مشيرًا إلى أهمية الاقتراب من الله في شهر رمضان وضرورة الصيام والتضرع.
يؤكد الشيخ على أن الاقتراب من الله في شهر رمضان يعد ألذ ما في الكون، وأن الصيام يعد وسيلة للتقرب من الله وتحقيق الفضل الذي لا يمكن وصفه.
يشير الشيخ إلى أن الصيام يعد من أعظم الطاعات التي تؤدي إلى جزاء عظيم من الله، ويذكر حديثًا قدسيًا يبرز فضل الصيام وسعادة الصائم عند الله.
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أن الصلاة هي أعظم إقبال على الله فالوقوف بين يدي الله ومناجاته قال صلى الله عليه وسلم (إنَّ أحدَكم إذا قام يُصلِّي إنما يُناجي ربَّه ، فلْينظرْ كيف يُناجيه ) فالصلاة في رمضان روح وريحان, وقراءة القرآن في رمضان تزيد القارئ إقبالاً على الله فكل حرف يقرب من الله تعالى فاقتران رمضان بالقرآن هو النعيم فهو سبب لإقبال الله على العبد قال صلى الله عليه وسلم (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها ).
وبين أن على المقبل على الله استثمار كل لحظة من رمضان لأنه سريع الانقضاء فالجزاء عظيم والفضل كبير ففي الحديث عنْ أَبي هُريرةَ، أنَّ رسُولَ اللَّه قالَ ( يقُولُ اللَّه تَعالى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ ) وكذا الدعاء في رمضان مقامه عليّ وشأنه جليّ قال تعالى ((إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ? أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ? فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَليُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )).
وأشار إلى أن النفوس في رمضان تهفو إلى الاستجابة إلى مساعدة الآخرين والشعور لآلام المسلمين فهو جالب لرحمة عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما يبلغ به عن النبي صلى الله عليه وسلم : «الرَّاحمون يرحَمُهمُ الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ، يرحمْكم مَن في السماءِ».
وأوضح أن إقبال الله على العبد يكون بجوده وكرمه ورحمته ومغفرته قال صلى الله عليه وسلم يقولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( مَن جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَن جَاءَ بالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِرَاعًا، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ منه بَاعًا، وَمَن أَتَانِي يَمْشِي أَتَيتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَن لَقِيَنِي بقُرَابِ الأرْضِ خَطِيئَةً لا يُشْرِكُ بي شيئًا، لَقِيتُهُ بمِثْلِهَا مَغْفِرَةً. وفي روايةٍ: فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، أَوْ أَزِيدُ ).
في الإسلام، تعتبر الطاعة والعبادة من القيم الأساسية التي يحث عليها المسلمون طوال العام، ولكن تزيد أهميتها وقيمتها خلال بعض المواسم الخاصة مثل شهر رمضان.
عندما يحين وقت مواسم الطاعة في الإسلام، يجد المسلم نفسه مبتهجًا ومتحمسًا للاستفادة القصوى من هذه الفرص النادرة. يعمل بجدية على تعزيز علاقته بالله وتحقيق الخيرات والأجور العظيمة التي تُعدّ من الله في هذه الأوقات.
تتضمن فوائد الطاعة في الإسلام مغفرة الذنوب والسعي نحو الجنة. فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ"، مما يظهر أهمية الاجتهاد في تلك الأوقات لتحقيق الغفران والثواب العظيم.
باختصار، يعكس تفاني المسلم في مواسم الطاعة تصميمه على الارتقاء الروحي والبحث عن القرب من الله. إن الاجتهاد في أداء العبادات والطاعات خلال هذه الفترات المميزة يعد خطوة هامة نحو تحقيق السعادة الدنيوية والآخرة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط