قم بمشاركة المقال
قال الدكتور هشام عبد الحكم، عميد كلية طب الفم والأسنان بجامعة القاهرة، إن أمراض اللثة والتسوس تنتشر كثيرًا بين المصريين. ووصفت كلية طب الفم والأسنان بقصر العيني بأنها المقصد الأكبر لراغبي علاج الأسنان في جميع محافظات مصر. يعود ذلك إلى الدور الكبير الذي تقوم به الكلية وحجم التردد اليومي على المستشفى التعليمي. كما تقدم الكلية خدمات مجانية للمواطنين بشكل كامل نظرًا لطابعها التعليمي والعلاجي. وبالتالي، فإن الكلية تحمل مسؤولية علاج المواطنين.
وأكد الدكتور هشام عبد الحكم أن المستشفى التعليمي التابع للكلية يستقبل يوميًا حوالي 1500 مريض. ومنذ افتتاح فرع الكلية في منطقة الشيخ زايد، زاد المعدل اليومي ليصل إلى 2300 مريض. وتستهدف الكلية تلقي الخدمات الطبية والعلاجية أو المتابعة يوميًا.
قبل عام تقريبًا، كانت أزمة قوائم الانتظار حاضرة بقوة في طب أسنان قصر العيني. كانت الأيام العمل تقتصر على 3 أيام في الأسبوع فقط، من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 10 صباحًا. ومع زيادة عدد المرضى الذين يرغبون في تلقي الخدمة الطبية، تم التغلب على هذه الأزمة تمامًا. وأصبحت قوائم الانتظار "صفر"، وذلك بفضل زيادة أيام وساعات العمل. أصبحت الفحوصات متاحة طوال أيام الأسبوع، باستثناء يوم الجمعة، من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 2 ظهرًا. وتم توفير خدمة الطوارئ يوميًا بعد انتهاء أوقات العمل المحددة. وقد تم تقليل التكدس وقوائم الانتظار بفضل افتتاح مستشفى كلية طب الأسنان في منطقة الشيخ زايد.
وأكد الدكتور هشام عبد الحكم أن الكلية تقدم جميع الخدمات للمرضى بشكل مجاني تمامًا، سواء من الناحية التشخيصية أو العلاجية. وتوفر أيضًا وحدة "العلاج بأجر" التي تقدم خدماتها بأسعار اقتصادية للراغبين في ذلك. وأكد أن جميع المرضى يحصلون على نفس الخدمات وبنفس الجودة دون دفع أي رسوم خارج وحدة العلاج بأجر.
تلك الوحدة تلقى استقبالًا كبيرًا من الأشخاص الذين يحتاجون إلى التخصصات التجميلية مثل تقويم الأسنان وتبييضها. وعلى الرغم من أن هذه الخدمات ليست أساسية في الجزء المجاني بشكل كبير، إلا أنها متاحة لمن يرغب فيها بنفس الجودة. وأكد أنه لا يوجد فارق في الخدمات المتاحة أو المقدمة في الجانبين المجاني والمدفوع، بما في ذلك المواعيد وساعات العمل، وقوائم الانتظار صفر في الجانبين.
مستشفى الكلية العسكرية يوفر خدمات طب الأسنان للمواطنين بالمجان
يقدم مستشفى الكلية العسكرية في القاهرة خدمات طب الأسنان للمواطنين بالمجان، حيث يهدف المستشفى إلى توفير الرعاية الصحية للمجتمع وتحسين صحة الفم والأسنان للجميع. وتشمل الخدمات التي يقدمها المستشفى التشخيص والعلاج المتعلقة بطب الأسنان، بالإضافة إلى جراحة الأسنان وزراعة الأسنان والفكين.
ويوفر المستشفى أيضًا قسمًا خاصًا لعلاج الأطفال، ويرجع السبب وراء وجود هذا القسم إلى أن أعداد الأطفال الذين يحتاجون للخدمات الطبية كبيرة جدًا. ويحتاج الأطفال عادةً إلى تخصصات متعددة، ولذلك يوجد طبيب متخصص في التعامل مع الأطفال، خاصةً فيما يتعلق بالجانب النفسي. وتشمل تخصصات الأطفال في الكلية طب أسنان الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يولي المستشفى اهتمامًا خاصًا بكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، ويتم تقديم الأولوية لهم في العلاج. وتقدم المستشفى أيضًا خدمات الكشف المبكر عن سرطان الفم، حيث يتم إجراء الفحوصات اللازمة للمرضى الذين يرغبون في الكشف أو المرضى الذين يخضعون للكشف والمتابعة لأسباب أخرى. وتتيح هذه المبادرة فرصة للأشخاص الذين عانوا من المرض في مرحلة سابقة للكشف والمتابعة.
وتطلق المستشفى قوافل طبية باستمرار إلى محافظات الجمهورية للكشف المبكر والمتابعة، وتم دمج هذه القوافل ضمن مبادرة حياة كريمة. وتقدم القوافل الخدمات الأساسية مثل حشو وخلع الأسنان، وإذا احتاج المريض إلى خدمات متقدمة يتم تحويله إلى أحد فروع المستشفى في قصر العيني أو الشيخ زايد، حيث يتلقى العلاج بدون دفع أي رسوم أو تكاليف.
تسعى المستشفى حاليًا إلى الانتقال إلى العصر الرقمي، حيث أكد عبد الحكم أن الكلية قد اتخذت خطوات متقدمة في هذا الجانب، معتبرًا أن نسبة 70% تعكس تحقيق التحول الرقمي داخل المستشفى. ومن المقرر أن يستمر العمل على هذا التحول حتى يتم تحقيقه بشكل كامل.
وأضاف أن هذا التحول قد ساهم في منع التكدس الذي كان يحدث نتيجة لحاجة المرضى لملء العديد من الأوراق في كل خطوة من خطوات الكشف والعلاج. تم التغلب على هذه العقبة من خلال تسجيل جميع البيانات التي يحتاجها المريض إلى تسجيلها إلكترونيًا عن طريق أجهزة التابلت المثبتة بجوار مقاعد الانتظار. يدخل المريض رقمه القومي ثم يقوم بتسجيل جميع البيانات المطلوبة. يمكن تسجيل وضعه الصحي وتطورات حالته والتقارير المتعلقة به على نفس النظام وبنفس الطريقة. عندما يعود المريض لتلقي الخدمة مرة أخرى، يتم إدخال رقمه القومي ليتعرف الطبيب على تاريخه المرضي وكل ما يتعلق بوضعه الصحي في الزيارات السابقة.
وأوضح أن الأبحاث التي تجرى داخل الكلية تستفيد أيضًا من هذا التحول الرقمي، خاصة الأبحاث الديموغرافية التي تهتم بعدد الزوار للعيادات والشكاوى التي يعانون منها، بالإضافة إلى الأمراض الأكثر انتشارًا. وأشار عميد الكلية إلى أن هذه الأبحاث أظهرت أن أمراض اللثة والتسوس هما الأكثر انتشارًا بين المرضى. كما تساعد هذه الأبحاث في متابعة رضا المرضى عن الخدمات المقدمة لتحسينها عند الحاجة.
أوضح عبد الحكم أن المستشفى قدم خدمة الكشف عن بُعد خلال جائحة كورونا، ولكن تم إيقاف هذه الخدمة بعد استقرار الأوضاع وعودة الحياة إلى طبيعتها. ولكنه أكد أن الخدمة ستعود للعمل مرة أخرى في المستقبل القريب. وأشار إلى أن الكشف عن بُعد يكون مفيدًا في مرحلة الكشف دون العلاج، وقد يساهم في العلاج إذا تم استخدام تقنية النانو تكنولوجي أو الروبوت. وأوضح أن الكلية متقدمة في هذا الجانب من خلال وجود مركز خاص بالذكاء الاصطناعي والليزر.
في الآونة الأخيرة، أصبح مصطلح "طب الأسنان الأخضر" شائعًا بين الناس، نظرًا للانتباه العالمي للانتقال إلى خيارات أكثر صداقة للبيئة. ولذلك، اتخذت كلية الأسنان في جامعة القاهرة عددًا من الخطوات في هذا الاتجاه. وأوضح الدكتور هشام عبد الحكم أن طب الأسنان يُعتبر منظومة بيئية، حيث تحتاج عيادة الأسنان إلى اهتمام بجعلها صديقة للبيئة من خلال استخدام خيارات مستدامة. وتعمل الكلية على تحقيق ذلك. وأشار عميد الكلية إلى أن فرع منطقة الشيخ زايد صديق للبيئة بنسبة تصل إلى 85%، وسيتم استمرار العمل في الفروع بطريقة تدريجية.
تقدم كلية طب الأسنان خدماتها من خلال فروعها في قصر العيني والشيخ زايد. وبشأن احتمالية وجود فرع آخر، أوضح الدكتور هشام عب الحكم أن الكلية حصلت على قطعة أرض في الفرع الدولي لجامعة القاهرة. وحتى الآن، لا يوجد أي خطة أو توقعات لموعد افتتاحها والعمل بها. وأضاف: "حقق استخدام الليزر في علاج الأسنان تطورات كبيرة على مستوى العالم". وتوجد وحدة خاصة بالليزر في فرع الكلية بالشيخ زايد وصفها عبد الحكم بأنها على أعلى مستوى. ويتم تقديم العلاج فيها مجانًا، ويتم تحويل المرضى الذين تستدعي حالتهم أو يعانون من مشكلات يستخدم الليزر في علاجها إلى تلك الوحدة. وأشار عبد الحكم إلى أن الكلية اتخذت خطوات نحو توطين مستلزمات صناعة أدوات طب الأسنان. وأوضح أن الكلية نجحت في عمل زراعة أسنان كاملة، تم إنتاجها وتسجيلها في هيئة الشراء الموحد. كما ساهمت في إنتاج كرسي، ومن المقرر أن تتم صناعة بعض الشرائح والمسامير وبعض المستلزمات الطبية الأخرى.