قم بمشاركة المقال
قال الخبير المصري في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمد عبود إن الهجوم الذي تشنه فصائل المقاومة منذ السبت الماضي يعد ضربة قاصمة للقوات الإسرائيلية.
وأضاف الخبير المصري وأستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس في تصريحات لـRT أن اللافت للنظر في عملية طوفان الأقصى العدد الكبير من القتلى والمصابين، والذي يرجع إلى 4 أسباب رئيسية.
أولاً: عنصر المفاجأة، حيث تمكنت الفصائل من اختيار ساعة صفر مباغتة لإسرائيل في يوم عطلة دينية وأسبوعية تسودها عادة حالة من الاسترخاء في مختلف المواقع العبرية. وهذا أتاح للمقاومة اختراق أسوار "غلاف غزة" والتسلل في المستوطنات والعمل بحرية لعدة ساعات قبل أن تظهر مقاومة إسرائيلية مسلحة في نقاط متفرقة. وعندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى مناطق الاشتباك، انتظرت خمس ساعات قبل أن تدخل القتال لعدم وجود أي تصور ميداني حول ما يجري في داخل المستوطنات.
فشلت أجهزة الأمن الإسرائيلية في استخباراتها بشكل كبير، حيث أعترف الأمنيون الإسرائيليون بعدم وجود معلومات استخباراتية عن العملية. يمكن القول بأن عملية مثل هذه الحجم والجرأة والقدرات القتالية استغرقت وقتًا طويلاً في التدريب والتخطيط المستمر، حيث أكدت بعض عناصر المقاومة التي تم القبض عليها أمس أن التخطيط والتدريب استغرقا عامًا كاملاً.
اقرأ أيضاً
ويرجع هذا الفشل إلى الغرور والغطرسة التي سيطرت على أجهزة الاستخبارات والمعلومات في الجيش الإسرائيلي، وهي الثغرة التي استغلتها عناصر المقاومة، وكما حدث مع القوات المسلحة المصرية والسورية في حرب أكتوبر.
كما أن التوقيت المثالي كان سببًا مهمًا في ارتفاع عدد القتلى، حيث تحتفل إسرائيل بسلسلة من الأعياد الدينية في الوقت الحالي، مما أدى إلى تخلف الجيش الإسرائيلي عن وجود قوات كافية في محيط قطاع غزة بسبب الإجازات والأعياد وحالة الاسترخاء. وحدث ارتباك شديد في عملية نقل الجنود من مكان إلى آخر.
اقرأ أيضاً
ومن المؤكد أن فصائل المقاومة استوحت دروس حرب أكتوبر في اختيار توقيت العملية وبدء الهجوم في النهار واستغلال ابتعاد الإسرائيليين عن وسائل المواصلات ووسائل الاتصال الحديثة. وقد أتاح ذلك لعناصر المقاومة التمركز في العديد من المستوطنات والسيطرة على الأسرى ونقلهم إلى القطاع وإسقاط عدد كبير من القتلى، حيث بلغ عدد القتلى حتى الآن 900 قتيل، وهو رقم سيبقى في ذاكرة الإسرائيليين لفترة طويلة.
رابعا: يفوق عدد القتلى في الإخفاق الأخير عدد قتلى إسرائيل في حروب نظامية كبرى مع الدول العربية. يحدث ذلك لأن المعركة تدور في العمق الإسرائيلي وداخل المستوطنات الإسرائيلية، وهذا يختلف تمامًا عن جميع الحروب السابقة والجولات القتالية السابقة مع المقاومة الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، تتيح تكتيكات حرب العصابات التي اتبعتها فصائل المقاومة هذه المرة عمليات كر وفر وضربات مباغتة وردع نفسي، وهذا ما يفتقر إليه الحروب النظامية المركبة. يُعتبر هذا التكتيك نفسه الذي اتبعته عصابات الهاغاناه الصهيونية خلال عام 1948 وأسفر عن سقوط آلاف القتلى وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم وإلقائهم في مخيمات اللاجئين وعواصم الدول المختلفة.