قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

"اكتشف السر العلمي لحل مشكلة النسيان إلى الأبد وتحسين قدرات ذاكرتك وذكاءك بنسبة 1000% في تجربة فريدة ومثيرة!"

"اكتشف السر العلمي لحل مشكلة النسيان إلى الأبد وتحسين قدرات ذاكرتك وذكاءك بنسبة 1000% في تجربة فريدة ومثيرة!"
نشر: verified icon

الجزيرة العربية بوست

17 أكتوبر 2023 الساعة 07:05 صباحاً

تشير الأبحاث الجديدة إلى أن من الأفضل أن نمتنع عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء بعد اكتساب مهارة أو معلومات جديدة. يعني ذلك أنه يجب علينا تجنب أي نشاط يمكن أن يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل القيام بمهام أخرى أو قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. يجب أن يتاح للدماغ الفرصة للاستعادة نشاطه دون أي تشتيت.

عندما نحاول حفظ معلومات، يمكننا أن نعتقد أنه كلما بذلنا مجهودًا ذهنيًا أكبر، ستحفظ المعلومات بشكل أفضل في ذاكرتنا. ولكن ربما يكون كل ما نحتاجه هو تخفيض الإضاءة والاستمتاع بفترة استرخاء وتأمل تستمر لمدة 10 إلى 15 دقيقة. ستلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء ستكون أفضل بكثير مقارنة بالتركيز والتكرار.

هذا الاكتشاف يمكن أن يكون فرصة للطلاب الكسالى لتجنب المذاكرة، ولكنه في نفس الوقت يمكن أن يخفف معاناة الأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة وبعض أنواع الخرف. فهو يقترح طرقًا جديدة للاستفادة من قدراتنا الكامنة في التعلم والتذكر، والتي لم تكن معروفة من قبل.

وقد كان العالم النفسي الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر أول من وثقوا أهمية فترات الاسترخاء في تقوية الذاكرة في عام 1900.

في إطار تجاربهما المتعددة حول تثبيت الذكريات، طلب الباحثان من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع الكلمات بدون معنى. وبعد أن أتاحا لهم فترة قصيرة لتعلمها، حصل نصف المشاركين على القائمة الثانية مباشرة، بينما أخذ النصف الآخر فترة راحة لمدة ست دقائق قبل مواصلة الحفظ. وبعد ساعة ونصف، اختبر الباحثان المجموعتين، ولاحظا أن المشاركين الذين حصلوا على فترة راحة تذكروا 50% من المعلومات في القائمة، بينما لم تتذكر المجموعة الأخرى سوى 28% فقط من المعلومات.

تشير هذه النتيجة إلى أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للنسيان بعد تحويلها إلى رموز يمكن تخزينها في الذاكرة، وهذه العملية تسمى الترميز. ولذلك، فإن المعلومات الجديدة يمكن أن تتداخل مع المعلومات الأحدث وتؤثر على تذكرها.

لكن هذه النتيجة لم تتم دراستها إلا في بداية القرن الحالي، من خلال دراسة أجراها سيرجيو ديلا سالا من جامعة إدنبرة ونيلسون كوان من جامعة ميسوري.

واهتم الفريق بدراسة تأثير الفترات الزمنية بين اكتساب المعلومات الجديدة وتذكر المعلومات القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ مثل السكتة الدماغية.

وقام الفريق بتطبيق نفس الدراسة التي أجروها مولر وبيلزيكر، حيث حصل المشاركون على قائمة تحتوي على 15 كلمة، ثم خضعوا لاختبار بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، تم تشغيل المشاركين في اختبارات إدراكية، بينما في تجارب أخرى طُلب منهم الاستلقاء في غرفة مظلمة دون النوم.

أظهرت دراسة حديثة أن الاستراحة القصيرة يمكن أن تحسن الذاكرة والقدرة على استرجاع المعلومات. وقد توصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد إجراء تجارب على مجموعة من المشاركين.

تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث تم طلب الاستراحة للمجموعة الأولى بعد تعرضهم لمهمة تتطلب الذاكرة، بينما تم طلب الانخراط في أنشطة أخرى للمجموعة الثانية.

وقد تجاوز تأثير فترات الراحة القصيرة التوقعات المتعلقة بالاسترخاء أو المشاركة في أنشطة أخرى. وعلى الرغم من أن اثنين من المشاركين الذين كانوا يعانون من فقدان حاد للذاكرة لم يلاحظا أي تحسن، إلا أن عدد الكلمات التي تذكرها المشاركون الآخرون زاد ثلاثة أضعاف، من 14٪ إلى 49٪، وهذا المعدل يكاد يكون نفس معدل الكلمات التي يتذكرها الأشخاص الأصحاء. تم طلب من المشاركين أيضًا الاستماع إلى قصص والإجابة على الأسئلة بعد ساعة. ولم يتذكر المشاركون الذين لم يأخذوا فترة راحة سوى 7٪ فقط من الأحداث، بينما تذكر الباقون 79٪ من الأحداث، بزيادة تصل إلى 11 مرة في عدد المعلومات التي يتذكرونها. لاحظ الباحثون أيضًا مزايا مشابهة في حالة الأشخاص الأصحاء، على الرغم من أنها كانت أقل وضوحًا، حيث زادت القدرة على استرجاع المعلومات بنسبة تتراوح بين 10٪ و 30٪ في هذه التجربة. قادت مايكلا ديوار، من جامعة هيريوت وات بإدنبرة، فريقًا من الباحثين لإجراء العديد من الدراسات المكملة لهذه الدراسة، وتوصلوا إلى نتائج مماثلة في سياقات مختلفة. لاحظوا في إحدى الدراسات التي أجريت على أشخاص أصحاء أن فترات الراحة القصيرة تحسن الذاكرة المكانية وتساعد المشاركين على تذكر مواقع معالم مختلفة في بيئة الواقع الافتراضي، على سبيل المثال. والأهم من ذلك، أنهم استطاعوا استرجاع المعلومات والمهارات بعد أسبوع من تعلمها. ويبدو أن هذه الميزة تفيد الكبار والصغار على حد سواء. كما لاحظوا أيضًا أن فترات الراحة تحقق مزايا مشابهة للأشخاص الناجين من السكتة الدماغية والمصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة والمعتدلة. في جميع الحالات، طُلب من المشاركين الجلوس في غرفة هادئة وخافتة الإضاءة، بدون هواتف محمولة أو أي مشتتات مماثلة.

تقول ديوار: "لم نضع لهم تعليمات محددة بشأن طريقة الاسترخاء، ولكن أغلب المشاركين، كما يتضح من الاستبيانات في نهاية التجارب، فضلوا أن يسبحوا في خيالهم".

 

ومع ذلك، فإنه ليس من المستحب أيضًا الاستغراق الكامل في أحلام اليقظة، حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن المشاركين الذين طُلب منهم تخيل أحداث من الماضي أو المستقبل أثناء فترة الراحة، ضعفت قدرتهم على استرجاع المعلومات التي اكتسبوها حديثًا. ولذلك، فإنه من الأفضل تجنب بذل أي مجهود ذهني أثناء فترة الراحة. ومن المعروف أن المعلومات الحسية بعد ترميزها تمر بمرحلة تثبيتتترسخ من خلالها في الذاكرة طويلة المدى.

 

وكان العلماء يعتقدون أن هذه العملية تحدث في الغالب أثناء النوم، عندما يزيد الاتصال بين منطقة الحصين بالدماغ - حيث تتكون الذكريات في البداية - وبين قشرة الدماغ، وهذه العملية مسؤولة عن تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقويتها، وهذه الروابط ضرورية لاسترجاع المعلومات لاحقًا.

 

وقد يُعزى تحسن قدرتنا على التعلم قبل النوم مباشرة إلى زيادة النشاط في الدماغ أثناء الليل. ولكن دراسة جديدة أجرتها الباحثة ليلا دافاشي بجامعة نيويورك في عام 2010، توصلت إلى أن النشاط العصبي في الدماغ يزيد أيضًا في فترات الاسترخاء أثناء اليقظة.

 

تم طلب من المشاركين في الدراسة حفظ أزواج من الصور، ثم سمح لهم بالاستلقاء وتخيل لبضع دقائق. لوحظت زيادة في التواصل بين منطقة الحصين وبعض المناطق في القشرة البصرية أثناء فترة الراحة. يقول الباحث إنه كلما زاد الاتصال بين هذه المناطق، زادت القدرة على تذكر المعلومات. ويبدو أن الاضطرابات العصبية تجعل الدماغ أكثر عرضة لنسيان المعلومات بسبب تداخلها مع المعلومات الجديدة. لذلك، فإن الحصول على فترة راحة بعد اكتساب معلومات جديدة يساعد الناجين من السكتة الدماغية ومرضى ألزهايمر تحديدا على استرجاع المعلومات.
لفتت هذه النتائج انتباه العديد من علماء النفس. يقول الدكتور هورنر من جامعة يورك: "توصلت معظم الدراسات التي أجريت حتى الآن حول هذا الموضوع إلى نفس النتائج. وهذا أمر رائع".
يعتقد هورنر أن هذه النتائج قد تساهم في إيجاد طرق جديدة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية.
يشير هورنر إلى أنه قد يكون من الصعب على الأشخاص ذوي الإعاقة الحصول على فترات استرخاء كافية لتحسين قدرتهم على استرجاع المعلومات يومياً بشكل عام، ولكن فترات الاسترخاء يمكن أن تساعد المرضى في حفظ المعلومات الجديدة المهمة، مثل اسم مقدم الرعاية الجديد أو ملامح وجهه.
تقول الدكتورة ديوار إنها سمعت عن مريضة تمكنت بفضل فترة قصيرة من الاسترخاء من تعلم اسم حفيدتها، ولكنها تؤكد أن هذا الدليل غير موثوق.
يشير الدكتور باغيولي من جامعة نوتنغهام ترينت في المملكة المتحدة إلى أنه يُنصح بعض مرضى ألزهايمر بممارسة التأمل والاسترخاء الذهني لتخفيف التوتر وتحسين الصحة العامة.
يقول الباحث باغيولي إن بعض الطرق التي تساعد على الاسترخاء يمكن أن تؤثر على الذاكرة عن طريق منع التداخل بين المعلومات وقد تكون لها أسباب أخرى. ولكنه يشير إلى أن هذه النتائج قد تكون صعبة التطبيق على المصابين بالخرف الحاد.

ومع ذلك، يتفق كل من باغيولي وهورنر على أن أخذ فترات من الراحة بانتظام طوال اليوم بدون أي مشتتات يمكن أن يساعد في ترسيخ المعلومات الجديدة في الذاكرة إلى حد ما. وعلى الرغم من أن التحسن الذي سجلته هذه الدراسات يتراوح بين 10 و30 في المئة، إلا أنه يعني زيادة في الدرجات للعديد من الطلاب.

ويقول هورنر: "إذا قمت بأخذ فترة قصيرة من الراحة بين الحين والآخر خلال فترة المراجعة، فقد تتحسن قدرتك على استرجاع المعلومات لاحقًا".

ويجب أن نتذكر أيضًا، عندما نشحن هواتفنا المحمولة، أن عقولنا تحتاج أيضًا إلى فترات منتظمة من الراحة لاستعادة نشاطها.

اخر تحديث: 17 أكتوبر 2023 الساعة 07:09 صباحاً

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد