قم بمشاركة المقال
توصلت دراسة حديثة إلى أن الاستحمام بالماء البارد والساخن بشكل متناوب يمكن أن يكون له فوائد صحية هامة للجسم، بما في ذلك حرق الدهون وفقدان الوزن الزائد. أظهرت دراسة دنماركية نُشرت في مجلة Cell Reports Medicine هذا الشهر أن ممارسة السباحة أو الغطس في الماء البارد ومن ثم الجلوس في الساونا الساخنة يمكن أن يؤثر على عملية حرق الدهون في الجسم. وقد أشارت الدراسة أيضًا إلى أن الشباب الذين يمارسون السباحة الشتوية الاسكندنافية بانتظام يمكن لأجسامهم التكيف مع درجات الحرارة القصوى.
وفي هذا الصدد، أكدت الباحثة كاميلا شيل من جامعة كوبنهاغن أن السباحة الشتوية الاسكندنافية المنتظمة يمكن أن تكون استراتيجية فريدة لزيادة استهلاك الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن إذا تم تجنب الزيادة التعويضية في تناول الطعام. ولقد كشفت أبحاث سابقة أيضًا أن الارتعاش لمدة 10 إلى 15 دقيقة يمكن أن يوفر نتائج مشابهة لساعة من التمارين المعتدلة في حرق الدهون.
أحد الباحثين، وهو طبيب الغدد الصماء الدكتور بول لي من معهد غارفان في سيدني، كان قد واظب على أخذ حماماً بارداً لمُدّة ست سنوات كجزء من عمله على التخلص من الدهون البنية.
اقرأ أيضاً
بينما تخزن الدهون البيضاء السعرات الحرارية الزائدة التي يمكن أن تؤدي إلى السمنة، فإن الدهون البنية تحرق الطاقة. كلاهما موجود في أجسامنا ويمكن تحويل الدهون البيضاء إلى دهون بنية جيدة. يرى بول أن التعرّض للبرد يُزيد من نشاط الدهون البنية. وقال: "أجرينا تجارب على أفراد أصحاء،عرضناهم خلالها لدرجات حرارة باردة من 18 درجة مئوية وصولاً إلى 12 درجة مئوية حتى يرتجفوا، ثم بدأنا في قياس مستويات الهرمونات في أجسامهم". يُضيف بول: "وجدنا أنه مع انخفاض درجة الحرارة، بدأ الأفراد يرتجفون وزاد هرمونان في الجسم." اشتمل الهرمونان اللذان فحصوهما الباحثون على FGF21 ، الموجود في الدهون البنية، والإريسين الذي تنتجه العضلات. يتم زيادة هذه الهرمونات أيضاً أثناء ممارسة الرياضة.
اقرأ أيضاً
تشير الدراسات إلى أن تعرض الجسم للبرد يمكن أن يحفز نشاط الدهون البنية ويعزز عملية حرق الدهون. هذا يعني أن الحمام البارد يمكن أن يكون طريقة فعالة للتخلص من الدهون الزائدة وتحسين اللياقة البدنية. ومع ذلك، يجب أن يتم ممارسة هذه الطريقة بحذر وتحت إشراف طبيب متخصص، خاصةً إذا كنت تعاني من أي مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.
بالأساس، يعتبر نظام الهرمونات في الجسم آلية مهمة تسمح للعضلات والدهون بالتواصل. ويتم ذلك عن طريق تفاعل هرمونات معينة تساعد في تحويل الخلايا الدهنية العادية إلى خلايا دهنية بنية مفيدة. وبالتالي، أصبحت الهرمونات هدفًا واضحًا للعلاج والتعامل مع الدهون ومشاكل السمنة.
وفي هذا السياق، يؤكد بول أن النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية هما أكثر العلاجات فعالية التي نعرفها لمحاربة السمنة والسكري ومجموعة من الاضطرابات الصحية الأخرى. ومع ذلك، يشير بول إلى أنه بالإضافة إلى التركيز على التمارين الرياضية والنظام الغذائي، يمكن أن تكون هناك طرق بسيطة لمكافحة السمنة، مثل ضبط درجة حرارة المباني الداخلية أو الاستحمام بالماء البارد.