قم بمشاركة المقال
أفاد العالم المصري في مجال الفضاء، عصام حجي، بنتائج دراسة دولية مشتركة بين جامعتي كاليفورنيا في الولايات المتحدة وميونخ في ألمانيا، تحذر من تزايد الضغوط المناخية والبيئية وتأثيرها على حدوث فيضانات في الإسكندرية.
تنبهت الدراسة الدولية المشتركة بين جامعتي كاليفورنيا في الولايات المتحدة وميونخ في ألمانيا إلى التحديات المتزايدة التي تواجهها المدن الساحلية العربية، مثل الإسكندرية وغيرها، نتيجة للضغوط المناخية والبيئية المتزايدة.
يواجه العالم موجات حرارية غير مسبوقة، بالإضافة إلى الانهيارات الأرضية وحرائق الغابات الأكثر دموية. ترسل المناطق القاحلة إلينا علامات تحذيرية. pic.twitter.com/5r3yhDzDn7
— د. عصام حجي (@essamheggy) في 30 سبتمبر 2023
وأوضح عصام حجي، المشارك في الدراسة، أن العالم يواجه موجات حرارية غير مسبوقة، بالإضافة إلى الانهيارات الأرضية وحرائق الغابات الأكثر دموية حتى الآن، حيث ترسل المناطق القاحلة علامات تحذيرية.
اقرأ أيضاً
ونشر حجي مؤخرًا سلسلة من الدراسات الجديدة التي تسلط الضوء على مخاطر التغيرات المناخية المتزايدة في المدن الساحلية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وقال: "نحن نخسر المعركة ضد التغيرات المناخية التي تهدد الموارد المائية".
تسلط الدراسة الضوء على المخاطر التي تواجه مدينة الإسكندرية في مصر، والمنامة في البحرين، وطنجة في المغرب.
اقرأ أيضاً
يقول حجي إنه على الرغم من أن هذه المناطق تبعد عن بعضها البعض آلاف الأميال، إلا أنها تواجه جميعها تهديدات مناخية مقلقة نتيجة قلة الوعي العام بهذه التهديدات المتزايدة، كما يحذر حجي من أن المخاطر التي تواجهها المدن الساحلية في المناطق الجافة تحدث في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعا.
وتمثل هذه المدن أهمية كبيرة حيث تصدر موانئها موارد الطاقة الحيوية والسلع على مستوى العالم إلى جانب كونها بوابة للإمدادات الغذائية الحيوية.
يحذر حجي من أن التدهور السريع لتلك المدن يمكن له عواقب إقليمية وعالمية. تشرح جامعة ميونخ التقنية في دراسة نشرت في مجلة سيتيز كيف أصبحت مدينة الإسكندرية، التي تضم العديد من المواقع الأثرية التابعة لليونسكو ويقطنها ستة ملايين نسمة، عرضة بشكل متزايد للفيضانات وتآكل السواحل.
ويرجع الباحثون السبب في تلك التهديدات إلى سلسلة من مشاريع العمرانية التي نفذت على مدى العقد الماضي حيث أعطيت الأولوية لتوسيع الطرق السريعة والمناطق التجارية من خلال ردم القنوات المائية المهمة التي كان لها دوراً أساسيًا في تنظيم حركة المياه خاصة عند حدوث العواصف أو السيول.
وتقول سارة فؤاد عضو الفريق العلمي، إن الإسكندرية لطالما كانت قادرة على "البقاء لآلاف السنين ومقاومة الزلازل وارتفاع مستوى سطح البحر وأمواج تسونامي والعواصف الضارة، لكن إدارة الممرات المائية في المدينة وتجاهل دور العناصر الطبيعية في المشروعات الحضرية على مدى السنوات العشر الماضية، أدى إلى تدهور قدرة المدينة على مواجهة الآثار البيئية المتزايدة. وأضافت أن المدينة أصبحت "واحدة من أقل المدن قدرة على مواجهة الفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر".
استخدم الباحثون صور الأقمار الصناعية واستبيانات في الموقع مع سكان المدينة لتقييم التأثير الاجتماعي لهذا التحول العمراني على تصورات السكان للتغيرات المناخية المترتبة عليه.
تشرح الدراسة المنشورة الآثار السلبية المترتبة على ردم القنوات المائية ونتائجه السلبية على قدرة المدن الساحلية على التخفيف من الظواهر المناخية المتزايدة.
يوضح الباحثون أيضًا الدور المحوري لتلك القنوات في تبريد المناخ بالمدينة وفي عملية تدفق المياه المحملة بالطمي إلى البحر، والتي تعمل بدورها على نقل الرواسب على الساحل والتي من شأنها أن تخلق حصنًا طبيعيًا ضد التآكل المستمر. بدون هذه القنوات المائية، فإن سواحل الإسكندرية تستنفد بشكل متزايد هذه الحواجز الطبيعية ضد ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة هبوب العواصف.
تسرع هذه التطورات في المدن الساحلية مثل الإسكندرية من تدهور السواحل وتزيد من المخاطر المرتبطة بالظواهر المناخية الخطيرة.
وجد الباحثون أن تصور جيل الشباب للمخاطر المناخية قد تغير بشكل خاص بسبب التحولات المتعددة في المدينة، بالإضافة إلى تغيير الواجهة البحرية للمدينة، وأن هذا يعيق الجهود المبذولة للتخفيف من المخاطر الساحلية المتزايدة، وهو ما يفسر الزيادة في الوفيات التي لوحظت في هذه الأحداث على مدى العقد الماضي.
يقول حجي إن التفاعل المعقد بين التغيرات المناخية والبيئية وتصورها العام في المناطق الحضرية الكثيفة يتطلب نهجًا تصميميًا متكاملًا ومتعدد الأوجه للتكيف المفقود في العديد من الدول النامية.