قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

"اكتشف الحل السحري لمشكلة النسيان الدائمة واجعل ذاكرتك تعمل بقوة 10 أضعاف وتزيد قدرتك الذهنية إلى حدود الخارقة!"

"اكتشف الحل السحري لمشكلة النسيان الدائمة واجعل ذاكرتك تعمل بقوة 10 أضعاف وتزيد قدرتك الذهنية إلى حدود الخارقة!"
نشر: verified icon

الجزيرة العربية بوست

18 أكتوبر 2023 الساعة 12:51 مساءاً

تشير دراسة جديدة إلى أنه من الأفضل أن نمتنع عن التفكير خلال فترات الراحة التي تلي اكتساب مهارة أو معلومة جديدة. ويعني ذلك أننا يجب أن نتجنب أي نشاط يمكن أن يعرقل عملية تكوين الذاكرة، مثل القيام بمهام أخرى أو قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. يجب أن نمنح الدماغ الوقت الكافي للاستراحة والاستعادة دون أي تشتيت. عندما نحاول حفظ معلومة ما، قد نعتقد أنه كلما بذلنا جهدًا أكبر، ستُخزن المعلومات في الذاكرة. ولكن قد يكون كل ما نحتاجه هو خفض الإضاءة والاستمتاع بفترة استرخاء وتأمل تستغرق من 10 إلى 15 دقيقة. ستلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء ستكون أفضل بكثير مقارنة بالتركيز والتكرار. هذا الاكتشاف يمكن أن يكون فرصة للطلاب الكسالى للابتعاد عن المذاكرة، وفي نفس الوقت قد يخفف من معاناة أولئك الذين يعانون من فقدان الذاكرة وبعض أنواع الخرف. يقدم هذا الاكتشاف طرقًا جديدة للاستفادة من قدرات كامنة لم تُكتشف من قبل في عملية التعلم والتذكر.

وكان العالم النفسي الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر أول من وثقوا أهمية فترات الاسترخاء في تعزيز الذاكرة في عام 1900.

في إطار تجربة أجريت مؤخرًا حول تثبيت الذكريات، طُلب من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع كلمات بلا معنى. وبعد فترة قصيرة من التعلم، حصلت نصف المشاركين على القائمة الثانية مباشرة، بينما أخذ النصف الآخر فترة راحة قبل الحفظ. وبعد ساعة ونصف، تم اختبار المجموعتين، وتبين أن المشاركين الذين حصلوا على فترة راحة تذكروا 50% من المعلومات في القائمة، بينما لم تتذكر المجموعة الأخرى سوى 28% فقط. تشير هذه النتائج إلى أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للنسيان بعد عملية الترميز، ويمكن أن تتداخل معها المعلومات الأحدث. تمت دراسة هذه النتائج بشكل أكبر في دراسة أخرى أجراها باحثون آخرون، حيث قاموا بدراسة تأثير الفترات الفاصلة بين اكتساب المعلومات الجديدة وحفظ المعلومات القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ. تم إجراء نفس الاختبار في هذه الدراسة، حيث حصل المشاركون على قائمة من 15 كلمة وخضعوا لاختبار بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، تم تشتيت انتباه المشاركين بواسطة اختبارات إدراكية، بينما في تجارب أخرى تم طلب منهم الاستلقاء في غرفة مظلمة وتجنب النوم.

وقد تجاوز تأثير الفترات القصيرة من الاسترخاء أو المشاركة في أنشطة أخرى كل التوقعات. وعلى الرغم من أن اثنين من المشاركين الذين كانوا يعانون من فقدان الذاكرة الحاد لم يلاحظوا أي تحسن، إلا أن عدد الكلمات التي تذكرها المشاركون الآخرون زاد ثلاثة أضعاف، من 14٪ إلى 49٪، وهذا المعدل يكاد يكون نفس معدل الكلمات التي يتذكرها الأشخاص الأصحاء.

تم طلب من المشاركين أيضًا الاستماع إلى قصص والإجابة على الأسئلة بعد ساعة. ولم يتذكر المشاركون الذين لم يأخذوا قسطًا من الراحة سوى 7٪ من الأحداث فقط، بينما تذكر الباقون 79٪ من الأحداث، بزيادة تصل إلى 11 مرة في عدد المعلومات التي يتذكرونها.

لاحظ الباحثون أيضًا مزايا مشابهة في حالة الأشخاص الأصحاء، على الرغم من أنها كانت أقل وضوحًا، حيث زادت القدرة على استرجاع المعلومات بنسبة تتراوح بين 10٪ و 30٪ في هذه التجربة.

قادت مايكلا ديوار، من جامعة هيريوت وات في إدنبرة، فريقًا من الباحثين لإجراء العديد من الدراسات المكملة لهذه الدراسة، وتوصلوا إلى نفس النتائج في سياقات مختلفة، حيث لاحظوا في إحدى الدراسات التي أجريت على أشخاص أصحاء أن الفترات القصيرة من الراحة تحسن الذاكرة المكانية، وساعدت المشاركين في تذكر مواقع معالم مختلفة في بيئة الواقع الافتراضي على سبيل المثال.

والأهم من ذلك، أنهم استطاعوا استرجاع المعلومات والمهارات بعد أسبوع من تعلمها. ويبدو أن هذه الميزة تفيد الكبار والصغار على حد سواء. كما لاحظوا أيضًا أن فترات الاسترخاء تحقق مزايا مشابهة للأشخاص الناجين من السكتة الدماغية والمصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة والمعتدلة.

وفي جميع الحالات، طلب الباحثون من المشاركين الجلوس في غرفة هادئة وخافتة الإضاءة، بلا هواتف محمولة أو أي مشتتات مماثلة.

تقول ديوار: "لم نضع لهم تعليمات محددة بشأن طريقة الاسترخاء، لكن أغلب المشاركين، كما يتضح من الاستبيانات في نهاية التجارب، فضلوا أن يسبحوا في خيالهم".

ومع ذلك، ليس من الأفضل أيضًا الانغماس الكامل في أحلام اليقظة، حيث تشير دراسة إلى أن المشاركين الذين طُلب منهم تخيل أحداثًا من الماضي أو المستقبل أثناء فترة الراحة، تضاءلت قدرتهم على استدعاء المعلومات التي اكتسبوها حديثًا. لذا، من الأفضل تجنب أي نشاط ذهني أثناء فترة الراحة. ومن المعروف أن المعلومات الحسية، بعد ترميزها، تمر بمرحلة تثبيت تساهم في تعزيزها في الذاكرة طويلة المدى.

كان العلماء يعتقدون أن هذه العملية تحدث في الغالب أثناء النوم، عندما يزيد التواصل بين منطقة الحصين في الدماغ - حيث تتكون الذكريات في البداية - والقشرة الدماغية. وتلعب هذه العملية دورًا هامًا في تشكيل روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتعزيزها، وهذه الروابط ضرورية لاسترجاع المعلومات في وقت لاحق.

وقد يرجع تحسين قدرتنا على التعلم قبل النوم مباشرة إلى زيادة النشاط في الدماغ أثناء الليل. ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة أجرتها الباحثة ليلا دافاشي في جامعة نيويورك في عام 2010 أن النشاط العصبي في الدماغ يزيد أيضًا خلال فترات الاسترخاء أثناء اليقظة.

وتم طلب من المشاركين في الدراسة حفظ أزواج من الصور، ثم سمح لهم بالاستلقاء والابتعاد عن الواقع لفترة قصيرة. ولوحظ زيادة في التواصل بين منطقة الحصين وبعض المناطق الأخرى في القشرة البصرية أثناء فترة الراحة. وتقول الباحثة دافاشي إنه كلما زاد الاتصال بين هذه المناطق، زادت القدرة على تذكر المعلومات.

ومن الواضح أن الاضطرابات العصبية تجعل الدماغ أكثر عرضة لنسيان المعلومات بسبب تداخلها مع المعلومات الجديدة. لذلك، فإن الحصول على فترة راحة بعد اكتساب معلومات جديدة يساعد الأشخاص الذين تعرضوا للسكتة الدماغية ومرضى الزهايمر على استرجاع المعلومات.

وقد أثارت هذه النتائج اهتمام العديد من علماء النفس. ويقول البروفيسور هورنر من جامعة يورك: "توصلت معظم الدراسات التي أجريت حتى الآن حول هذا الموضوع إلى نفس النتائج. وهذا أمر رائع".

ويعتقد هورنر أن هذه النتائج قد تساهم في إيجاد طرق جديدة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية.

ويشير هورنر إلى أنه قد يكون من الصعب على الأشخاص ذوي الإعاقة الحصول على فترات استرخاء كافية لتحسين قدرتهم على استرجاع المعلومات بشكل عام، ولكن فترات الراحة قد تساعد المرضى على حفظ المعلومات الجديدة المهمة، مثل اسم مقدم الرعاية الجديد أو ملامح الوجه.

وتقول الباحثة ديوار أنها سمعت عن حالة لمريضة تمكنت بفضل فترة قصيرة من الراحة من تعلم اسم حفيدتها، ولكنها تؤكد أن هذا الدليل ليس موثقًا.

ويشير أيضًا الدكتور باغيولي من جامعة نوتنغهام ترينت في المملكة المتحدة إلى أن بعض مرضى الزهايمر يُنصحون بممارسة التأمل والاسترخاء الذهني لتخفيف التوتر وتحسين الصحة العامة.

يقول الباحث باغيولي إن بعض هذه الأساليب تساعد في الاسترخاء وتحسن الذاكرة، ومن المفيد أيضاً أن نستكشف تأثيرها على الذاكرة وما إن كانت تعود إلى منع التداخل بين المعلومات أو لأسباب أخرى. ومع ذلك، يشير إلى أنه قد يكون من الصعب تطبيق هذه النتائج على المصابين بالخرف الحاد.

ومع ذلك، يتفق باغيولي وهورنر على أن أخذ فترات من الراحة بانتظام دون أي مشتتات سيساعد في ترسيخ المعلومات الجديدة في الذاكرة. وعلى الرغم من أن التحسن الذي سجلته الدراسات يتراوح بين 10 و 30 في المئة، إلا أن هذا يعني زيادة في الدرجة أو الدرجتين عن المعدل الطبيعي للكثير من الطلاب.

يقول هورنر: "إذا أخذت فترة راحة تتراوح بين 10 و 15 دقيقة بين الحين والآخر أثناء فترة المراجعة، فقد تزيد قدرتك على استرجاع المعلومات في وقت لاحق".

ويجب أن نتذكر دائماً، عندما نقوم بشحن هواتفنا المحمولة، أن عقولنا أيضاً تحتاج إلى فترات منتظمة من الراحة لاستعادة نشاطها.

اخر تحديث: 18 أكتوبر 2023 الساعة 12:53 مساءاً

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد