قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

تعرف على أسرع طريقة لنسيان المشاكل إلى الأبد وتعزيز قوة ذاكرتك بنسبة 1000% وتحسين قدراتك العقلية

تعرف على أسرع طريقة لنسيان المشاكل إلى الأبد وتعزيز قوة ذاكرتك بنسبة 1000% وتحسين قدراتك العقلية
نشر: verified icon

الجزيرة العربية بوست

18 أكتوبر 2023 الساعة 11:25 مساءاً

تشير الدراسات الحديثة إلى أنه من الأفضل أن نمتنع عن التفكير خلال فترات الراحة بعد اكتساب مهارة جديدة أو معلومات جديدة. يعني ذلك أنه يجب علينا تجنب أي نشاط يمكن أن يعرقل عملية تكوين الذاكرة، مثل القيام بمهام أخرى أو قراءة البريد الإلكتروني أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي. يجب أن يتاح للدماغ الفرصة للاستعادة نشاطه دون أي تشتيت.

تستند الدراسة إلى اكتشاف مهم في علم النفس يتعلق بتأثير الاستراحة على الذاكرة والاسترجاع. عندما نقوم بمجهود ذهني كبير لتخزين المعلومات في ذاكرتنا، قد يكون الحل الأمثل هو تخفيض الإضاءة والاسترخاء لبضع دقائق. فإذا قمنا بذلك، سنجد أن قدرتنا على استرجاع المعلومات ستكون أفضل بكثير من التركيز والتكرار.

هذا الاكتشاف ليس فقط فرصة للطلاب الكسالى لتجنب المذاكرة، ولكنه أيضًا يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من فقدان الذاكرة وبعض أنواع الخرف. فهو يقترح طرقًا جديدة للاستفادة من قدراتنا الكامنة في التعلم والتذكر، والتي لم تكن معروفة من قبل.

قام العالم النفسي الألماني جورج إلياس مولر وتلميذه ألفونس بيلزكر بأول دراسة حول أهمية الاستراحة في تقوية الذاكرة في عام 1900. في هذه الدراسة، طلبوا من المشاركين حفظ قائمة من الكلمات بدون معنى، ومن ثم منح نصف المشاركين فترة راحة قبل مواصلة الحفظ. وبعد ساعة ونصف، اختبر الباحثان المجموعتين واكتشفوا أن المشاركين الذين حصلوا على فترة راحة تذكروا نسبة أعلى من المعلومات مقارنة بالمجموعة الأخرى.

تشير هذه النتيجة إلى أن المعلومات الجديدة تكون أكثر عرضة للنسيان بعد تحويلها إلى رموز يمكن تخزينها في الذاكرة، وهذه العملية تسمى الترميز. ولذلك، فإن المعلومات الجديدة يمكن أن تتداخل مع المعلومات الأحدث وتؤثر على تذكرها.

في دراسة حديثة أجراها سيرجيو ديلا سالا ونيلسون كوان، تم استكشاف تأثير الفترات الزمنية بين اكتساب المعلومات الجديدة وتذكر المعلومات القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ مثل السكتة الدماغية. وقد توصل الباحثون إلى أن الاستراحة القصيرة يمكن أن تحسن الذاكرة والقدرة على استرجاع المعلومات.

في إحدى التجارب، قام المشاركون بحفظ قائمة من الكلمات ثم خضعوا لاختبار بعد عشر دقائق. وفي بعض التجارب، تم طلب منهم الاستلقاء في غرفة مظلمة دون النوم. وأظهرت النتائج أن الاستراحة القصيرة تحسنت الذاكرة وزادت قدرة المشاركين على استرجاع المعلومات.

إن هذه الدراسة تعطينا فهمًا جديدًا لعملية التعلم والتذكر، وتشير إلى أن الاستراحة والاسترخاء قد تكون ضرورية لتعزيز الذاكرة وتحسين الاسترجاع. قد يكون من المفيد تطبيق هذه الاكتشافات في الحياة اليومية، سواء كنا طلابًا يسعون لتحسين أدائنا الدراسي أو أشخاصًا يعانون من مشاكل في الذاكرة.

وفي دراسة أجريت على مجموعة من المشاركين، تبين أن فترات الراحة القصيرة تساهم في تحسين الذاكرة وزيادة القدرة على استرجاع المعلومات. وقد اكتشف الباحثون أن المشاركين الذين أخذوا فترات قصيرة من الراحة تمكنوا من تذكر معلومات أكثر بنسبة 79٪، بينما لم يتذكر المشاركون الذين لم يأخذوا قسطاً من الراحة سوى 7٪ من الأحداث المذكورة. وقد لاحظ الباحثون أيضًا أن هذه الفوائد تنطبق أيضًا على الأشخاص الأصحاء، حيث زادت قدرتهم على استرجاع المعلومات بنسبة تتراوح بين 10٪ و30٪ بعد فترة الراحة.

وأجرى فريق من الباحثين العديد من الدراسات المكملة لهذه الدراسة، ووجدوا نتائج مماثلة في سياقات مختلفة. على سبيل المثال، لاحظوا أن الفترات القصيرة من الراحة تحسن الذاكرة المكانية، حيث ساعدت المشاركين في تذكر مواقع مختلفة في بيئة الواقع الافتراضي. وأكثر أهمية من ذلك، استطاع المشاركون استرجاع المعلومات والمهارات التي تعلموها بعد أسبوع من التدريب. ويبدو أن هذه الميزة تفيد الأشخاص من جميع الأعمار.

وقد لاحظ الباحثون أيضًا أن فترات الاسترخاء تحقق فوائد مشابهة للأشخاص الذين يعانون من السكتة الدماغية والمصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة والمتوسطة. ولتحقيق هذه الفوائد، طلب الباحثون من المشاركين الجلوس في غرفة هادئة وخافتة الإضاءة، وتجنب استخدام الهواتف المحمولة أو أي مشتتات أخرى. وعلى الرغم من عدم وجود تعليمات محددة بشأن طريقة الاسترخاء، فإن معظم المشاركين اختاروا الاسترخاء من خلال التفكير في أمورهم الخاصة.

ومع ذلك، يجب تجنب بذل أي مجهود ذهني أثناء فترة الراحة، حيث أظهرت دراسة أن المشاركين الذين قمن بتخيل أحداث من الماضي أو المستقبل خلال فترة الراحة، تراجعت قدرتهم على استرجاع المعلومات التي تعلموها حديثًا.

تعتبر المعلومات الحسية من أهم مراحل التعلم، حيث تتم معالجتها وترميزها قبل أن تترسخ في الذاكرة الطويلة المدى. وكان العلماء يفترضون أن هذه العملية تحدث أساساً أثناء النوم، عندما يتم تعزيز الاتصال بين منطقة الحصين في الدماغ - حيث تتكون الذكريات في البداية - وبين قشرة الدماغ. وتعتبر هذه العملية مسؤولة عن تكوين روابط جديدة بين الخلايا العصبية وتقويتها، وهذه الروابط ضرورية لإسترجاع المعلومات لاحقاً. وقد يرجع تحسن قدرتنا على التعلم قبل النوم مباشرة إلى زيادة النشاط في الدماغ أثناء الليل. ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة أجرتها الباحثة ليلا دافاشي في جامعة نيويورك في عام 2010، أن النشاط العصبي في الدماغ يزيد أيضاً خلال فترات الاسترخاء أثناء اليقظة.

طُلب من المشاركين في الدراسة حفظ أزواج من الصور، ثم سمح لهم بالاستلقاء والاسترخاء لبضع دقائق. ولاحظت دافاشي زيادة في التواصل بين منطقة الحصين وبعض المناطق في قشرة الدماغ أثناء فترة الراحة. وتقول دافاشي إن كلما زاد الاتصال بين هذه المناطق، زادت القدرة على تذكر المعلومات. ويعتبر الاضطراب العصبي عاملاً يؤثر على القدرة على استرجاع المعلومات بسبب تداخلها مع المعلومات الجديدة. لذا، فإن الحصول على فترة استرخاء بعد اكتساب معلومات جديدة يساعد الأشخاص الذين تعرضوا للسكتة الدماغية ومرضى ألزهايمر على استرجاع المعلومات.

وقد أثارت هذه النتائج اهتمام العديد من علماء النفس. ويقول أيدان هورنر في جامعة يورك: "توصلت أغلب الدراسات التي أجريت حتى الآن حول هذا الموضوع إلى نفس النتائج، وهذا أمر رائع". ويعتقد هورنر أن هذه النتائج يمكن أن تساهم في إيجاد طرق جديدة لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية. ويشير هورنر إلى أنه قد يكون من الصعب على الأشخاص ذوي الإعاقات الحصول على فترات استرخاء كافية لتحسين قدرتهم على استرجاع المعلومات بشكل عام، ولكن فترات الاسترخاء يمكن أن تساعد المرضى على حفظ معلومات جديدة مهمة، مثل أسماء المقدمين للرعاية الجديدة أو تفاصيل الوجه. وتقول دافاشي إنها سمعت عن حالة مريضة تمكنت بفضل فترة قصيرة من الاسترخاء من تعلم اسم حفيدتها، ولكنها تؤكد أن هذه الحالة لم يتم توثيقها. ويشير توماس باغيولي من جامعة نوتنغهام ترينت في المملكة المتحدة إلى أن بعض مرضى ألزهايمر ينصحون بممارسة التأمل والاستغراق الذهني لتخفيف التوتر وتحسين الصحة العامة. ويقول باغيولي إن بعض الأساليب التي تساعد على الاسترخاء يمكن أن تؤثر على الذاكرة عن طريق منع التداخل بين المعلومات وقد تكون لها أسباب أخرى. ومع ذلك، يوافق كل من باغيولي وهورنر على أن أخذ فترات راحة منتظمة طوال اليوم بدون أي مشتتات يمكن أن يساعد في ترسيخ المعلومات الجديدة في الذاكرة إلى حد ما.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الاستراحة القصيرة خلال فترة المراجعة قد تؤدي إلى تحسين الأداء العقلي وزيادة القدرة على استرجاع المعلومات. وفقًا للباحث هورنر، فإن التحسن الذي سجلته هذه الدراسات يتراوح بين 10 و30 في المئة، وهو ما يعني زيادة في الدرجات والتحصيل العلمي للعديد من الطلاب.

ويشدد هورنر على أهمية أخذ فترات قصيرة من الراحة بين الحين والآخر خلال فترة المراجعة، حيث يؤكد أن ذلك يساعد على تحسين قدرة الطلاب على استرجاع المعلومات لاحقًا. ويعزز هذا الاستراحة القصيرة الدور الحيوي للذاكرة في عملية التعلم والاستيعاب.

ومن الجدير بالذكر أن الاستراحة ليست مقتصرة على الجسم فقط، بل تشمل أيضًا العقل. فعلى غرار شحن هواتفنا المحمولة، فإن عقولنا تحتاج أيضًا إلى فترات منتظمة من الراحة لاستعادة نشاطها وتجديد طاقتها.

وفي ضوء هذه الدراسات، يمكن القول إن تجربة فريدة قد تحل مشكلة النسيان إلى الأبد وتعزز قدرات ذاكرتنا وذكاءنا بنسبة 1000 في المئة. ولذلك، فإن أخذ فترات قصيرة من الراحة خلال فترة المراجعة قد يكون له تأثير كبير على تحصيلنا العلمي وأدائنا العقلي.

اخر تحديث: 18 أكتوبر 2023 الساعة 11:27 مساءاً

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد