قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

هل تشهد العلامات الساعة بداية ظهورها؟

هل تشهد العلامات الساعة بداية ظهورها؟
نشر: verified icon

الجزيرة العربية بوست

19 أكتوبر 2023 الساعة 11:55 صباحاً

هل بدأت أول علامات الساعة في الظهور؟ "عين الصحراء" تظهر في دولة عربية والعلماء في حيرةٍ وذهولٍ!! قامت صحيفة "الإندبندنت عربية" البريطانية بنشر تقرير أعده الصحفي "أقريني أمينوه" وتحدث فيه عن أسرار "عين الصحراء" الموجودة في شمال موريتانيا، وأبرز الروايات عن هذه العين التي حيرت العلماء. لم يكن بعيداً عن مدينة ودان المعلقة على خاصرة سلسلة جبال آدرار شمال موريتانيا، تقع "عين الصحراء" أو "عين أفريقيا" التي رسمت ملامحها تكوين جيولوجي صخري دائري متدرج يبلغ قطره 50 كيلومتراً، ويمكن رؤيتها من الفضاء، إذ ظل هذا الموقع علامةً معروفةً لرواد الفضاء منذ أقدم البعثات المأهولة وتظهر كحلقات بشكلٍ مفصل. وقبل أيام، صادقت الحكومة الموريتانية على مرسوم يتضمن حماية هذا الموقع "الذي يتعرض لضغوط عدة تتجلى من خلال نهب تراثه الأثري التاريخي والتأثير في توازنه البيئي وتسارع تدهور تربته"، بحسب نص مرسوم وزارة البيئة الذي قدمته في اجتماع لمجلس الوزراء.

وتتعدد التفسيرات العلمية لهذا الموقع الجيولوجي النادر، فمنذ اكتشافه على يد عالم الطبيعة الفرنسي تيودور مونو منتصف ثلاثينيات القرن الماضي قدم العلماء فرضيات مختلفة لأصل الموقع. فمنهم من اعتبره انفجاراً بركانياً يعود لملايين السنين. ففي سنة 1946 قدم مونو افتراضاً مؤداه أن الحفرة ناتجة من سقوط نيزك فضائي في الموقع منذ زمن سحيق.

ومع ذلك، فقد تم تفنيد هذا الاقتراح من خلال نتائج بعثة فضائية أمريكية زارت موقع "عين الصحراء" في عام 1965، وخلصت إلى أنه لا توجد أي مكونات جيولوجية مختلفة عن المكونات السائدة والمعروفة في المنطقة الجغرافية للموقع.

ومع ذلك، في عام 2008، قام الباحث الكندي غيوم ماتون من جامعة كيبك في كندا بدراسة موقع "عين الصحراء" كجزء من أطروحة دكتوراه، حيث استخدم أكثر من 100 عينة صخرية للوصول إلى استنتاج أن حفرة الموقع التي تجذب العلماء في موريتانيا هي في الواقع قبة جيولوجية ناتجة عن عملية انصهار كبيرة تحت سطح الأرض.

وبالنسبة للقيمة العلمية والأثرية لعين الصحراء، يقول أحمد ولد الطالب محمد، المتخصص في علم الجيولوجيا والموارد المعدنية، "إن هذا الموقع هو واحد من أهم المواقع الجيولوجية في العالم، وقد تم تصنيفه من قبل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) كموقع ذو قيمة علمية عالية".

ويضيف محمد، "من حيث التركيب الجيولوجي لعين الصحراء، تشكلت الصخور السوداء (صخور الغابرو) في حلقتين دائريتين، حيث يبلغ عرض الحلقة الداخلية حوالي 30 مترًا، وعرض الحلقة الخارجية حوالي 70 مترًا، وتبعد كلتا الحلقتين حوالي 3 و 8 كيلومترات على التوالي عن مركز الموقع".

ويشير إلى أنه "من الصعب رؤية هذه الحلقات من منظور ميداني بسبب قطر الموقع الكبير (حوالي 50 كيلومترًا)، ولكن 'عين أفريقيا' لا تزال علامة معروفة لرواد الفضاء".

وفيما يتعلق بالتراث الجيولوجي، يقول أحمد مولود الهلالي، رئيس قسم التاريخ في جامعة نواكشوط، "إن أهمية إصدار مرسوم حكومي لحماية عين الصحراء تكمن في ضمان تصنيفها كتراث تاريخي وطني لا يمكن المساس به، ومن ثم يتم العمل على تصنيفها كحديقة جيولوجية معترف بها عالميًا وتدرج ضمن مواقع التراث العالمي".

وبعد تطبيق فحوى هذا المرسوم الذي أجازته الحكومة الموريتانية سيجرى "إنشاء وتحديد نظام حمائي مناسب، وجرد وحفظ الموروث الجيولوجي لعين الصحراء، من خلال التعرف إلى مختلف عناصر هذا الموروث، وتحديد سماته، والمحافظة عليه في ظروف تمكن من تسييره المستديم، ووضع إجراءات عقابية لانتهاك الترتيبات الواردة في هذا المرسوم وخطة التهيئة والتسيير". وتعتبر الحكومة الموريتانية، في بيان لها بعيد إصدار المرسوم، "أن موقع عين الصحراء يكتسي أهمية جيولوجية وبيئية عالية، سواء على الصعيد الوطني أو العالمي، ويشكل معلماً يشاهده رواد الفضاء الذين أسهموا إلى حد كبير في شهرته على مستوى العالم، وقد صنف ضمن أبرز 100 موقع من مواقع الموروث الجيولوجي في العالم، وهو الموقع الوحيد منها في غرب أفريقيا، كما يمتاز بجمال موروثه الطبيعي، وقيمته الاستثنائية". ويضيف أحمد الطالب محمد أن من ميزات هذا الموقع تتمثل في وجود "عروق من صخر الكاربوناتيت، وهو نوع نادر من الصخور التي ترتبط بمعادن مهمة، فضلاً عن ذلك تم اكتشاف عدة عروق لصخور الكيمبيرلايت المعروفة بأنها الصخور التي تجد مصدرها في وشاح الأرض وهي مصدر معدن الألماس". مزار سياحي منح وجود هذا الموقع الجيولوجي النادر فرصة سياحية كبيرة لسكان مدينة وادان التاريخية في موريتانيا، إذ تشهد نزل ومحطات إيواء السياح في المدينة الجبلية، حركة سياحية دؤوبة على مدى العام، ويتقاطر عشرات الباحثين ومحبو المواقع الأثرية والجيولوجية النادرة على المدينة لزيارة هذا الموقع النادر. ويقول المختار ولد أعلي، وهو دليل سياحي من مدينة وادان، إن "عين الصحراء يشكل مصدر دخل للقائمين على قطاع السياحة في المدينة، وسيمنحنا تصنيفه إرثاً وطنياً وتراثياً قيمة ستنعكس على عملنا في قطاع السياحة الثقافية التي نأمل أن تزدهر في السنوات المقبلة".

تعمل موريتانيا منذ فترة على حماية تسجيل مواقعها التراثية والأثرية، من خلال إصدار مراسيم قانونية تصنفها كتراث وطني. وبعد ذلك، تقدم للمنظمات المتخصصة لتسجيلها عالمياً كإرث إنساني دولي.

اخر تحديث: 19 أكتوبر 2023 الساعة 11:57 صباحاً

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد