قم بمشاركة المقال
تشهد مناطق في الأردن انتشار أفاعٍ سامة جدا، تستدعي وجود أمصال خاصة لعلاج لدغاتها، بيد ان أطباء وخبراء يؤكدون على أن الأردن بحاجة إلى استيراد مصل جديد لثلاثة أنواع من الأفاعي السامة، التي باتت تُشكّل خطرا كبيرا على المواطنين.
والمصل هو عبارة عن أجسام مضادة جاهزة، أو مضادات سموم جاهزة تحضير، التي تؤدي مفعولها فور إعطائها، ويستمر هذا المفعول لفترة قصيرة، وقد سُميت أمصالًا لأنها تُحضّر من مصل عائل آخر، ثم تُنقل بعد ذلك عن طريق الحقن العضلي أو الوريدي.
ويوجد في الأردن 37 نوعاً من الحيات، سبعة منها شديدة السمية وثلاثة أنواع قليلة السمية (خلفية الأنياب)، حيث تحتوي عائلة الأفاعي السامة على خمس أنواع من أصل سبعة أفاعٍ سامة في الأردن، حيث تمتاز هذه العائلة، بالرأس المثلث، والحراشف الرأسية الصغيرة، ويصعب عدّها بالعين المجردة، والذيل القصير، والعين ذات البؤبؤ القطي الشكل،ولها انياب امامية متحركة.
أما الأنواع فهي الأفعى الفلسطينية او أفعى فلسطين،والنشارة (افعى السجاد الشرقية)،وأفعى المشرق،وأفعى القرون الكاذبة،والأفعى الصحراوية أو المقرنة.
أما الأفعى السامة الفلسطينية،فتعد من أخطر أنواع الأفاعي في الأردن، وذلك لشدة تأثير سمها، وانتشارها الواسع في مختلف المناطق،وقدرتها على تسلّق الأشجار والجدران، وتتميز بضخامة رأسها وجسمها، ويصل طولها لغاية 130 سم، وجسمها ممتلئ، وألوانها مختلطة، ومكونة من اللون البني والرمادي الباهت، بينما تُعدّ الأفعى النشارة من الأفاعي شديدة السمية، حيث يغلب عليها اللون البني المحمر، وتوجد على ظهرها بقع بيضاء هندسية الشكل، وتتميز برأسها الصغير وعنقها الدقيق، ويصل طولها الى 80 سم، وتنشط في المساء.
والأفعى المقرنة (الأفعى الصحراوية)، فتمتاز بصغر حجمها ودقة عنقها ورأسها العريض، وتنتشر على ظهرها أشرطة بنية كبيرة، وبقع بيضاء صغيرة الحجم قليلة العدد، ويميل لونها عموماً إلى اللون البني المغبر، ويتراوح طولها 80 سم، فيما تمتاز الأفعى المقرنة الكاذبة (أم الجنايب) بوجود نتوء صغير فوق العينين يشبه القرون الصغيرة،حيث يصل طولها الى 90 سم، وتمتاز بذيل طرفه أسود.ولها لونين ، الأول هو لون الأسود الغامق وتنتشر في منطقة الصحراء الشرقية والثاني اللون الرملي في المناطق الوسطى والجنوبية في المملكة.
أما البرجيل المصري "الصل المصري"، وهو يشبه العربيد أو الحنيش، من حيث اللون الأسود اللامع والشكل العام، ومع أن الصل شديد السمية، إلا أن الإصابات الناتجة عنه قليلة، لكون النابان عنده قصيرين نوعاً ما، ولا يستطيعان اختراق الملابس أو الأحذية، إضافة إلى أفعى الحفارة التي تعد سمومها من أخطر وأشد السموم تأثيراً على الإنسان والحيوان، إذ تؤثر بشكل مباشر على الجهاز التنفسي وتسبب آلاماً موضعية شديدة، وخدراً في العضو المصاب، مع تعرق وارتفاع ضغط الدم، ودوخة وعدم استجابة بؤبؤ العين للضوء، وتآكل الأنسجة مكان اللدغة وغيبوبة، وإذا لم تقدم الإسعافات الأولية بسرعة، ينتهي الأمر بالوفاة.
أخصائي الطبب الشرعي والأمراض والسموم الطبيب خالد الحوامدة، فقد أكد على ضرورة استيراد مصل جديد يتناسب وأنواع الأفاعي المتواجدة في الأردن والتي من أهمها أفعى فلسطين، والبيضاء السورية، والحفّارة.
ولم يُنكر الحوامدة بأن المصل المتواجد في وزارة الصحة ذو فعالية، لكن لدغات بعض الأفاعي تتسبب بتكسر كبير في صفائح الدم، ودخول المريض في حالة صدمة تحسّسية، مرافقة غالبا بدخول المريض في حالة إغماء تام، وبالتالي حاجته إلى تدخل طبي علاجي مستعجل، قد لا يوفره نوع المصل المتواجد في الوزارة.
صحافي، على أن المصل المتواجد في وزارة الصحة يتدخل في علاج نسبة كبيرة من لدغات الأفاعي، سوى بعض منها.
وأضاف الحوارات بأن إدخال أمصال جديدة إلى الأردن بحاجة إلى بروتوكول رسمي لاعتمادها، وضمان مأمونيتها، حيث يجب أن يتم تسجيلها بعد أن تسير بالطرق العلمية والتجريبية المعتمدة لدى مؤسسة الغذاء والدواء.
وبيّن أنه تم مخاطبة مؤسسة الغذاء والدواء للسماح باستيراد أمصال جديدة تتناسب وأنواع الأفاعي المتواجدة في الأردن، مؤكدا على أن المصل المتوفر في وزارة الصحة ذو فعالية في معالجة لدغات الأفاعي المختلفة في الأردن.
وبيّن مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات ، في تصريح صحافي، بأن المصل المتوفر في وزارة الصحة حاليا لا يُغطّي لدغة الأفعى الفلسطينية، مؤكدا على سير المؤسسة بإجراءات تسجيل مصل جديد.
وأضاف مهيدات أن هذا المصل غير متوفر في الأردن، وتم فتح المجال أمام المورّدين، لاستيراده وتسجيله ضمن البروتوكول الفني والطبي الذي يجب أن يسير ضمنه لغايات اعتماده في الأردن.
وكشف خبير في الأفاعي والعقارب (م.س)، أنهم يوّفروا مصلا من إحدى الدول المجاورة، حيث يُعتبر من الأمصال ذي الفعالية العالية في علاج لدغات الأفاعي، حيث تم تأمين جرعات من هذا المصل لحالات كادت أن تفقد حياتها بسبب دخولها في حالة صحية حرجة بعد تعرضها للدغات مثل أفعى فلسطين.
وأكد على أن الجميع يعلم بهذه الأمصال الخاصة، معتقدا بشكل جازم بأن وزارة على إطلاع بها، والتي يتم توفيرها من قبل متطوعين من دولة مجاورة، والتي يتم تأمين أولياء أمور المصابين بها، لكنه على علم بحاجة أمصال جديدة للتسجيل والاعتماد بشكل رسمي وعلمي، وهذا ما يتمناه خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أنه يعمل متطوعا في هذا المجال منذ قرابة الخمسة أعوام، وأنه يوفّر هذه الأمصال من خلال فريق تطوعي على مستوى المملكة، وبجهود شخصية، وذلك إيمانا منه بأن المصاب بلدغة هذه الأنواع من الأفاعي بحاجة إلى هذه الأمصال، لتكون رافدا للمصل المتوفر في وزارة الصحة.
وأكد مصدر موثوق في وزارة الصحة بأن لجنة طارئة قد تم تشكيلها من قبل وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، وذلك لإعلام مديريات الصحة للسير بتسجيل مصل جديد للدغات الأفاعي في أقرب وقت ممكن.
وأضاف المصدر ذاته أن اللجنة أعلمت مديريات الصحة في المحافظات أن المصل (الهندي) المتوفر في وزارة الصحة لا يُغطي لدغات بعض الأفاعي ذات السميّة العالية، وأن الوزارة تسير بإجراءات توفير مصل جديد لهذه الأنواع من الأفاعي.