من أسطورة إلى واقع عجاج الجن يظهر بصورة مخيفة في صحاري السعودية وسرعته تصل إلى 70 كم!

قال الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم ومؤسس لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة في السعودية، إن "عجاج الجن" أو "معيصير أو عاصوف الجن" هو نوع من الرياح اللولبية التي يتراوح قطر دائرتها بين نصف متر و20 مترًا، وطولها بين عدة أمتار و1000 متر.

وأوضح الدكتور المسند عبر حسابه على تويتر أن "عجاج الجن" يتكون غالبًا في الصحاري والمناطق غير المتجانسة بالقرب من طرق معبدة مع أرض بيضاء أو مزارع.

وأضاف: "يحدث عجاج الجن عندما يسخن سطح الأرض بشكل كبير، مما يسبب حالة عدم استقرار. تتشكل فقاعة هوائية حارة وواسعة تصبح خفيفة الوزن والكثافة، وترتفع بسرعة إلى الأعلى".

وأوضح أن مركز المنخفض يبدأ في الدوران ليقوم بخلط الطبقة الحارة في الأسفل مع الطبقة الباردة في الأعلى، ويجذب الرياح المعتدلة من جميع الاتجاهات العلوية، وتصطدم الرياح بالأرض بالقرب من مركز الدوامة، ثم تبدأ حركة الدوران وإثارة الغبار لخلط الهواء الحار بالهواء البارد وتخفيف حالة عدم الاستقرار.

وأكد الخبير الجوي أن عجاج الجن هو ظاهرة طبيعية تحدث في مناطق صحراوية، وتتميز بتكون عمود هوائي يدور بسرعة عالية على سطح الأرض. وقد يصل ارتفاع العمود الهوائي إلى عدة أمتار، وقطره يتراوح بين عدة أمتار إلى عشرات الأمتار. وعادة ما يكون لون العمود بنيًا أو رماديًا بسبب تطاير الغبار والأتربة في الجو.

وأضاف الخبير الجوي أن عجاج الجن يحدث نتيجة لاختلاف درجات الحرارة بين الطبقات السفلى والعلوية من الجو. وعندما ترتفع درجة الحرارة على سطح الأرض بشكل كبير، يتم تسخين الهواء الموجود في الطبقات السفلية من الجو. وبسبب الفروقات في الضغط الجوي، يبدأ الهواء الساخن بالصعود إلى الطبقات العليا. وعندما يصل الهواء الساخن إلى الطبقات العليا، يتم تبريده بسرعة ويتكون عمود هوائي يدور بسرعة على سطح الأرض.

وأوضح الخبير الجوي أن عجاج الجن يحدث بشكل أكثر شيوعًا في فصل الصيف، خاصة في الأيام الحارة. وعادة ما يحدث في فترة الصباح الباكر حتى الظهيرة. وتكون الرياح في هذه الفترة أكثر سرعة وقوة، وقد يستمر عمر العجاج من بضع دقائق إلى ساعة أو أكثر.

وأشار الخبير الجوي إلى أن الهدف من عجاج الجن هو تبريد سطح الأرض الملتهب. حيث يقوم العمود الهوائي بمزج الهواء الساخن الموجود في الطبقات السفلية بالهواء البارد في الطبقات العليا. وبفضل سرعة دورانه العالية، يتم تبريد سطح الأرض وتخفيض درجات الحرارة.

وفي الختام، أوضح الخبير الجوي أن عجاج الجن ليس له أي علاقة بالجن، وإنما هو ظاهرة طبيعية. وقد تم تسميته بهذا الاسم نتيجة للعادات والتقاليد القديمة لبعض الشعوب. ويعتبر عجاج الجن من أساطير الأولين التي استخدموها لتفسير ظواهر طبيعية لم يكونوا يفهمونها في ذلك الوقت.

قم بمشاركة المقال