اكتئاب ما بعد الإجازة.. هل هو حالة مرضية حقيقية؟ طبيب نفسي يجيب

تعاني الكثير من الأشخاص من حالة اكتئاب ما بعد الإجازة بعد انتهاء موسم الأعياد، حيث يعودون إلى العمل ويشعرون بتراجع المزاج والنشاط البدني والعقلي. وعلى الرغم من عدم وجود اسم رسمي لهذه الحالة، إلا أن الأطباء يعترفون بتأثيرها السلبي ويصفونها بأنها حالة طبيعية جداً.

تعود أسباب اكتئاب ما بعد الإجازة إلى التغييرات الجذرية في الروتين اليومي خلال موسم الأعياد. فخلال هذه الفترة يتخلص الأشخاص من العادات الروتينية ويتسببون في تغييرات في نمط النوم والتغذية والشرب. وعندما يعودون إلى العمل، يشعرون بالتعب والإجهاد بسبب تراكم التعب على مدار فترة العطلة التي تستمر لمدة حوالي 14 يوماً.

وينصح الأطباء باتباع بعض الإجراءات للتغلب على اكتئاب ما بعد الإجازة. من بين هذه الإجراءات، العودة تدريجياً إلى الروتين اليومي وتنظيم النوم والتغذية وممارسة الرياضة بانتظام. كما ينصح بتخفيف الضغوط والاسترخاء من خلال ممارسة الأنشطة التي تحبها وتمنحك السعادة والراحة.

لذلك، إذا كنت تشعر بالاكتئاب بعد انتهاء موسم الأعياد، فلا تقلق، فأنت لست وحدك. قم باتباع الإجراءات الموصى بها وابحث عن الدعم من الأهل والأصدقاء. وتذكر أن هذه الحالة طبيعية وستمر مع مرور الوقت.

بعد انتهاء فترة العطلة والعودة إلى العمل، يشعر الكثيرون بمشاعر سلبية مثل التعب والتوتر. يتزامن هذا الإجهاد الجسدي مع الحاجة للتعامل مع العديد من رسائل العمل الإلكترونية، مما يزيد من الشعور بالتعب والتوتر بعد فترة الإجازة.

ومن المهم أن نذكر أن هذه المشاعر السلبية ليست حكراً على أولئك الذين استمتعوا بإجازتهم فقط، بل يمكن أن تصيب أي شخص قضى فترة العطلة في أجواء مملة أو غير مرضية. وقد أكد الأستاذ راندي هيلارد، أستاذ علم النفس في جامعة ولاية ميشيغان، أن الباحثين يرىون هذا الأمر في العديد من الدراسات، حيث يضع الأشخاص آمالاً كبيرة في فترة الأعياد ويتوقعون قضاء أوقات مثالية وسعيدة، ولكن عندما لا تتحقق تلك التوقعات، يشعرون بخيبة أمل واكتئاب.

ويساهم فصل الشتاء وطقسه البارد في تعزيز تلك المشاعر السلبية، حيث يغيب الشمس في وقت مبكر من اليوم وتعتم الشوارع، مما يسبب "الاضطراب العاطفي الموسمي"، خاصة للأشخاص الذين قضوا عطلتهم في مناطق صيفية ومشمسة.

للتغلب على هذا الاكتئاب بعد العودة إلى العمل، ينصح هيلارد بتذكير النفس بأن الزملاء يمرون بنفس الحالة وأن هذه الفترة الصعبة ستمر مع مرور الوقت ومع تحقيق إنجازات صغيرة يومياً، وقد تعزز شعورك بالسعادة والتفاؤل.

كما يُنصح أيضاً بتطوير أفكار إيجابية والابتعاد عن التذمر في مكان العمل، والبحث عن أشياء صغيرة يمكن أن تساهم في رفع معنوياتك تدريجياً.

يؤكد هيلارد على أهمية تخصيص الوقت لقضاء ليلة مع الأصدقاء أو الأقارب بعد العودة إلى العمل. فقد يساعد ذلك في تجاوز "اكتئاب ما بعد الإجازة"، ولكن بشرط عدم الإفراط في تناول الكحول والطعام والسهر. يجب أن يكون هذا الوقت مخصصًا للاسترخاء والاستمتاع بوقت ممتع مع الأحباء.