قم بمشاركة المقال
تطلق التحذيرات العاجلة بشأن تعرض الإسكندرية لكارثة طبيعية تمحيها من على الخارطة.
أصبحت التغيرات المناخية واقعًا نعيش به، وليس مجرد تحذيرات تطلق، حيث يشعر الجميع بحالة من القلق بسبب الآثار السلبية التي تنجم عنها، مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والسيول والأعاصير وغيرها من الظواهر غير المألوفة. وهناك عدة مدن مهددة بالغرق.
حذر الدكتور بدوي رهبان، خبير الكوارث الطبيعية وتغير المناخ والمدير السابق للحد من الكوارث الطبيعية في اليونسكو، من أن مدينة الإسكندرية قد تغرق. وأوضح رهبان خلال تصريحات إعلامية أن مصر تعاني من أزمة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب المياه على الشواطئ، مما يهدد مدينة الإسكندرية بالغرق.
وأشار الخبير إلى أن بعض المدن في الصين مهددة بالغرق أيضًا بسبب التغيرات المناخية. وذكر أيضًا أن خبراء المناخ يتوقعون حدوث أعاصير قوية في دول شرق البحر المتوسط خلال الفترة المقبلة نتيجة للتغيرات المناخية.
ووصفت عالمة المناخ في معهد جرانثام لبحوث تغير المناخ والبيئة في إمبريال كوليدج ببريطانيا، فريدريكي أوتو، الرقم القياسي الجديد لدرجات الحرارة العالمي بأنه "حكم بالإعدام" على البشرية. وقالت أوتو "هذا ليس تطورًا يستحق الاحتفال.. إنه حكم بإعدام للأفراد والنظم البيئية".
وفقًا لتقرير صادر عن المركز الوطني الأمريكي للتنبؤ البيئي، فإن متوسط درجة الحرارة على كوكب الأرض يوم الاثنين 3 يوليو بلغ 17.01 درجة مئوية، وهذا يعد رقمًا قياسيًا جديدًا بعد تسجيل متوسط درجة حرارة عالمية قدرها 16.92 درجة مئوية في أغسطس 2016.
وقد حذرت الأمم المتحدة من زيادة درجات الحرارة العالمية هذا العام بسبب تغير المناخ وظاهرة النينيو الطبيعية. وصرح رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، بأن هناك توقعات بحدوث سلسلة من الأحداث المناخية القاسية في الأشهر المقبلة مثل الفيضانات والأعاصير وموجات الحر.
وفيما يتعلق بمدينة الإسكندرية في مصر، فإنها تواجه تهديدًا حقيقيًا من ارتفاع مستوى سطح البحر. وقد صرح الدكتور ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة والمناخ وعضو مجلس الطاقة العالمي، بأن متوسط ارتفاع سطح البحر في الإسكندرية حاليًا يتراوح بين 10 إلى 15 سم، وسيكون هناك خطر حقيقي إذا ارتفع منسوب مياه البحر من نصف متر إلى ثلاثة أمتار.
وأضاف الدكتور عزيز أن ذلك سيحدث إذا لم يتخذ العالم إجراءات حاسمة لمواجهة تغير المناخ. وفي هذه الحالة، سيزداد متوسط ارتفاع سطح المياه نصف متر بحلول عام 2060، مما يعني أن الشواطئ المصرية ستتعرض للخطر. وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات لتجنب آثار التغيرات المناخية، فسيحدث ارتفاع أكبر في خلال القرن المقبل.
في تصريحات سابقة لـ "صدى البلد" في أكتوبر 2022، أكد الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة الأسبق، أن هناك ارتفاعًا كبيرًا في منسوب مياه البحر ومنطقة الدلتا تنخفض بسبب الحركات الجيولوجية، ولكن المعدل يزيد بسبب سلوكيات الإنسان الخاطئة. وأشار إلى أن مدينة الإسكندرية معرضة لارتفاع مستوى سطح البحر.
وأضاف فهمي أنه إذا وصلنا إلى زيادة في درجات الحرارة بنسبة 3 إلى 4 درجات على الأرض، فلن يكون هناك حياة، حيث ستموت الكائنات البحرية التي تقوم بإنتاج الأكسجين من المحيط. وبالنظر إلى أن نسبة إنتاج الأكسجين من الكائنات البحرية أكبر من الغابات، فإن استمرارنا في هذا الوضع سيؤدي إلى تأثيرات وخيمة. ومن المتوقع أن نصل إلى زيادة قدرها 2.6 بحلول نهاية القرن.
تم التقاط صورة لمدينة الإسكندرية في 31 أكتوبر 2022، تظهر الكتل الخرسانية المثبتة لكسر أمواج البحر المتوسط قبالة قلعة قايتباي. وتعد هذه الصورة تذكيرًا بالتهديد الذي تواجهه الإسكندرية بسبب أزمة التغيرات المناخية، وتثير المخاوف حول مصير المدينة وتساؤلات حول احتمالية غرقها بحلول عام 2050.
ووفقًا لتقرير للأمم المتحدة، ستصبح ثلث الإسكندرية تحت الماء أو غير صالحة للسكن بحلول عام 2050، مما سيجبر ربع سكانها البالغ عددهم 6 ملايين نسمة على مغادرة منازلهم. ومن المحتمل أن لا تنجو آثار المدينة وكنوزها من خطر الغرق. وتشير التقارير إلى أن مئات السكان قد اضطروا خلال الفترة من 2015 إلى 2020 إلى ترك منازلهم بسبب زحف المياه والسيول، حيث تغرق المدينة بمعدل يزيد عن ثلاثة مليمترات سنويًا.
وفقًا لتقرير جديد صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، من المتوقع أن يرتفع مستوى البحر الأبيض المتوسط بمتر واحد خلال العقود الثلاثة المقبلة. ويشير الخبراء إلى أن هذا الارتفاع سيكون أسرع من أي مكان آخر في العالم تقريبًا.
ومن المتوقع أن يتسبب هذا الارتفاع في غمر ثلث الأراضي الزراعية عالية الإنتاجية في دلتا النيل، بالإضافة إلى مدن ذات أهمية تاريخية مثل الإسكندرية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه في حالة ارتفاع منسوب البحر بمقدار نصف متر، قد يتم غمر 30% من مدينة الإسكندرية، مما سيؤدي إلى نزوح ما يقرب من 1.5 مليون شخص وفقدان وظائف لـ 195 ألف شخص.
تأتي هذه التوقعات في إطار المخاوف المتزايدة من تغير المناخ وارتفاع مستوى البحار والمحيطات. وتعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط هي واحدة من المناطق الأكثر تأثرًا بهذه التغيرات، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع هذه الظاهرة والحد من تأثيرها على البيئة والمجتمعات المحلية.