اكتشف السر الخفي للذكاء الحاد والذاكرة القوية بسرعة فائقة! انتهى النسيان للأبد!


عندما نحاول حفظ نص ما، من السهل أن نفترض أننا كلما بذلنا مجهودا ذهنيا أكبر، انطبعت المعلومات في ذاكرتنا. لكن ربما يكون كل ما تحتاجه لحفظ المعلومات عن ظهر قلب هو أن تخفض الإضاءة، وتستمتع بفترة من الاسترخاء والتأمل تتراوح ما بين 10 و15 دقيقة، وستلاحظ أن قدرتك على استرجاع المعلومات بعد الاسترخاء أفضل بمراحل منها في حالة قضاء نفس الفترة في التركيز والتكرار.
ويشير بحث جديد إلى أنه من الأفضل أن نمتنع قدر الإمكان عن التفكير أثناء فترات الاسترخاء التي تعقب اكتساب مهارة أو معلومات جديدة، وهذا يعني أن نتجنب أي نشاط قد يعرقل عملية تكوين الذكريات، مثل الانشغال بأي مهام، أو مطالعة البريد الإلكتروني، أو تصفح الإنترنت على الهاتف الذكي، حتى تتاح للدماغ الفرصة لاستعادة نشاطه بلا مشتتات.
على الرغم من أن هذا الاكتشاف يمثل فرصة سانحة للطالب الكسول للتهرب من المذاكرة، فإنه في الوقت نفسه قد يخفف من معاناة المصابين بفقدان الذاكرة وبعض الأنواع من الخرف، لأنه يقترح طرقا جديدة للاستفادة من قدرات كامنة، لكنها لم تُكتشف من قبل، للتعلم والتذكر.
وكان أول من وثّق أهمية فترات الاسترخاء في تقوية الذاكرة هو عالم النفس الألماني جورج إلياس مولر، وتلميذه ألفونس بيلزكر في عام 1900. وفي إطار إحدى تجاربهما العديدة عن تثبيت الذكريات، طلبا من المشاركين حفظ قائمة من مقاطع كلمات بلا معنى.
تأثير الفترات الفاصلة بين اكتساب المعلومات الجديدة وحفظ القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات الدماغ
دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة إدنبرة وجامعة ميسوري توصلت إلى نتائج مثيرة حول تأثير الفترات الفاصلة بين اكتساب المعلومات الجديدة وحفظ المعلومات القديمة على ذاكرة الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات الدماغ مثل السكتة الدماغية. وقد توصل الباحثون إلى أن الفترات القصيرة من الراحة أو الانخراط في أنشطة أخرى يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على القدرة على تذكر المعلومات الجديدة.
أجرى الباحثون التجربة على مجموعة من المشاركين الذين تعرضوا لإصابات في الدماغ، وقد تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين. حصلت المجموعة الأولى على قائمة من 15 كلمة وتم منحهم فترة قصيرة لتعلمها، بينما حصلت المجموعة الثانية على نفس القائمة ولكن تم منحهم فترة راحة قصيرة قبل مواصلة الحفظ.
وبعد ساعة ونصف، تم اختبار المجموعتين وتبين أن المشاركين الذين حصلوا على فترة راحة تذكروا 50% من المعلومات في القائمة، بينما تذكرت المجموعة الأخرى فقط 28% من المعلومات.
تشير هذه النتائج إلى أن المعلومات الحسية الجديدة تكون أكثر عرضة للفقدان بعد تحويلها إلى رموز قابلة للتخزين في الذاكرة، وهذه العملية تسمى الترميز. وعلى هذا الأساس، يمكن أن تشوش المعلومات الأحدث على المعلومات القديمة وتتداخل معها.
تشير هذه الدراسة إلى أن الفترات القصيرة من الراحة أو الانخراط في أنشطة أخرى يمكن أن تساعد في تحسين القدرة على تذكر المعلومات الجديدة. يمكن تطبيق هذه النتائج في علاج الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات في الدماغ، مثل السكتة الدماغية، حيث يمكن تنظيم فترات الاستراحة والنشاط لتحسين قدرتهم على استعادة الذاكرة.
هذه النتائج تمثل تطورًا هامًا في فهم عملية التذكر وتأثير الفترات الفاصلة بين اكتساب المعلومات الجديدة وحفظ المعلومات القديمة. وقد يكون لهذه الدراسة تأثير كبير على مجالات مثل التعليم والتدريب والعلاج النفسي.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط