سر "أعزبا" في العشرينات: لماذا يجب أن تستمتع بالحياة بدون الارتباط؟


وجد فريق من الباحثين أن الأشخاص الذين يتزوجون في العشرينيات من العمر، هم أقل استعدادا للتعامل مع حسرة القلب في وقت لاحق من الحياة. يعتقد الباحثون أن هذا قد يكون بسبب أن العزاب يطورون المزيد من "المهارات والشبكات الاجتماعية" الحياتية لمساعدتهم على التعامل مع الألم والاضطراب الناتج عن انتهاء العلاقة العاطفية.
وفي حين أن الأشخاص الذين يدخلون في شراكات ملتزمة عندما يكونون صغارا قد يعتقدون أن علاقاتهم ستستمر إلى الأبد، فإن الأشخاص الذين يظلون غير متزوجين لبعض الوقت قد يكونوا أقل عرضة للقيام بمثل هذه الافتراضات، وبالتالي لا يتأثرون كثيرا عند انتهاء العلاقة الغرامية. وتدعم الدراسة الجديدة هذه الفكرة.
وقالت الدكتورة لونيكي فان دن بيرغ، المعدة الرئيسية للدراسة، إن العزوبية قد تكون وقتا لتعلم أشياء جديدة والتركيز على نفسك. وأضافت أن النساء الشابات البالغات في العلاقات طويلة الأمد يميلن إلى الاعتماد بشكل أكبر ماليا على شريكهن، وقد يكون الرجال أقل اعتيادا على القيام بالأعمال المنزلية. بدلاً من الانفصال، فقد يكون من المفيد تقاسم العبء في المنزل، حيث يصبح كلا الشريكين مسؤولين عن الأرباح والعمل المنزلي.
توصل فريق البحث إلى استنتاجاتهم من خلال النظر في بيانات 36 عاما من دراسة ألمانية تابعت المجموعة نفسها من الأشخاص من عام 1984 إلى الوقت الحاضر. شملت الدراسة 190 امرأة و151 رجلا كانوا "عزابا في بداية حياتهم"، و400 امرأة و262 رجلا ارتبطوا بشركاء حياة في وقت مبكر من حياتهم.
بالنسبة للشابات، كان لديهن انخفاضا في الرضا عن الحياة عندما تعرضن لأول انفصال كبير، ولم تتحسن مستويات رضاهن عن الحياة كثيرا خلال السنوات الثلاث التالية. أما الرجال الذين اقترنوا بعلاقة عاطفية على الفور، فقد كان لديهم انخفاض كبير في الرضا عن الحياة في وقت الانفصال، لكنهم تحسنوا خلال العام التالي.
يعتبر الزواج من أهم القرارات التي يتخذها الأفراد في حياتهم، ويترتب على ذلك العديد من الفوائد النفسية والاجتماعية. وقد أظهرت الدراسات أن الزواج يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على مستوى الرضا بالحياة.
وفقًا للأبحاث، فإن الأشخاص المتزوجين عادةً ما يشعرون بمستوى أعلى من الرضا بالحياة مقارنة بالأشخاص العازبين. فالحياة الزوجية توفر للأفراد العديد من الفرص للتواصل الاجتماعي والدعم العاطفي، وهذا يساهم في تحسين الرضا العام بالحياة.
تشير الدراسات إلى أن الزواج يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة العقلية للأفراد. فعندما يكون الشخص متزوجًا، فإنه يشعر بالأمان والاستقرار العاطفي، مما يؤدي إلى تقليل مستويات القلق والاكتئاب. وبالتالي، فإن الأشخاص المتزوجين يعانون بشكل أقل من المشاكل النفسية والصحية العقلية.
يعتبر الزواج أيضًا عاملًا مهمًا في تحسين الحياة الاجتماعية للأفراد. فعندما يتزوج الشخص، فإنه يكتسب شريكًا حياتيًا يمكنه التواصل والاعتماد عليه في جميع جوانب الحياة. كما يمكن للزواج أن يؤدي إلى توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية وتقديم فرص جديدة للتواصل والتعاون مع الآخرين.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين كانوا عازبين في البداية، بالكاد أظهروا أي تغيير في الرضا عن الحياة عند الانفصال. فقد أظهرت الدراسات أن الرضا بالحياة لدى العازبين يعتمد بشكل أساسي على عوامل أخرى غير الزواج، مثل الرضا بالعمل والصداقات والهوايات.
إن الزواج يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مستوى الرضا بالحياة، حيث يوفر الدعم العاطفي والاستقرار العاطفي ويحسن الحياة الاجتماعية. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن الرضا بالحياة ليس مرتبطًا فقط بالزواج، بل يتأثر بعوامل أخرى أيضًا. لذا، يجب على الأفراد السعي لتحقيق التوازن في جميع جوانب حياتهم لتحقيق الرضا العام بالحياة.
سيتم تحسين تجربتنا على هذا الموقع من خلال السماح بملفات تعريف الارتباط